سموتريتش يعمق أزمة حل الدولتين من خلال الاستيلاء على مزيد من الأراضي في الضفة الغربية

وضع وزير المالية الإسرائيلي، بتسلئيل سموتريتش، المسمار الأخير في نعش حل الدولتين وقيام دولة فلسطينية، من خلال قضم مزيد من الأراضي في الضفة الغربية، إذ أعلن أنه سيوافق على بناء 3401 وحدة سكنية في منطقة بالقرب من مستوطنة معاليه أدوميم، وهي الخطوة التي من المرجح أن تؤدي إلى تأجيج التوترات مع الفلسطينيين والمجتمع الدولي، حسبما ذكرت صحيفة “يديعوت أحرنوت” العبرية.
ضربة قاضية لحل الدولتين
يعتبر المنتقدون المشروع، الذي تأخر تنفيذه طويلاً بسبب الضغوط الدولية، عقبةً رئيسيةً أمام قيام دولة فلسطينية مستقبلية، وقد وصفت منظمة السلام الآن سابقًا الخطة بأنها “ضربة قاضية” لحل الدولتين، مجادلةً بأنها ستُقسّم المنطقة إلى نصفين وتمنع تطوير منطقة حضرية فلسطينية متصلة تربط رام الله والقدس الشرقية وبيت لحم
لم يصدر أي تصريح حكومي رسمي للمشروع سوى تصريح سموتريتش العلني، وكثيرًا ما تعثرت خطط مماثلة أُعلن عنها سابقًا لسنوات، ومع ذلك، أصرّ الوزير على أن المشروع سيمضي قدمًا
قال سموتريتش: “تربط الخطة معاليه أدوميم بالقدس، وتقطع التواصل العربي بين رام الله وبيت لحم، إنها المسمار الأخير في نعش فكرة الدولة الفلسطينية، بالنسبة للفلسطينيين والمجتمع الدولي، تُعدّ هذه المنطقة استراتيجية، وبدونها لا يمكن قيام دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية”
وأضاف سموتريتش أنه سيتم بناء 3,515 وحدة سكنية أخرى في حيّ قريب يُدعى تسيبور ميدبار، واعتبر سموتريتش هذا الإعلان جزءًا مما أسماه سياسة “السيادة الفعلية” التي بدأت الحكومة الحالية، بهدف توسيع السيطرة الإسرائيلية على الضفة الغربية
وتابع وزير المالية الإسرائيلي: “بعد عقود من الضغوط الدولية وتجميد البناء، فإننا نكسر القالب ونربط معاليه أدوميم بالقدس”
وعلى رغم من أن الخطة لم تُعتمد رسميًا بعد، إلا أنها لاقت ترحيبًا من القادة المحليين، ووصفها يسرائيل جانتس، رئيس مجلس بنيامين الإقليمي، بأنها “إنجاز تاريخي للمشروع الاستيطاني في طريقه لبسط السيادة”
إفشال قيام دولة فلسطينية
صرح رئيس بلدية معاليه أدوميم بأن الحي الجديد سيُحبط المساعي الفلسطينية لتطويق المنطقة من خلال البناء غير القانوني
تشكل خطوة الاستيطان الجديدة جزءًا من تحوّل أوسع نطاقًا بقيادة سموتريتش للإدارة المدنية، يتسم بتوسيع المستوطنات في مناطق استراتيجية، والهدف الإسرائيلي المعلن هو تعزيز السيادة الإسرائيلية وإفشال قيام الدولة الفلسطينية
في حال تنفيذ المشروع، سيُوجه بناء المنطقة رسالةً واضحةً إلى الدول التي اعترفت مؤخرًا بالدولة الفلسطينية أو أبدت دعمها لها، بأنه لا قيام لدولة فلسطينية، وأن حل الدولتين دربًا من الخيال
كان قد أعلن سابقًا عن موافقاتٍ على بناء مستوطنات جديدة ردًا على الجهود الدبلوماسية التي بذلها رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس