سوريا تمنع دخول طائرة تحمل مسؤولًا إيرانيًا بارزًا إلى مجالها الجوي

منعت السلطات السورية أمس (الأربعاء) طائرة تحمل الأمين العام للمجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، علي لاريجاني، من استخدام الأجواء السورية أثناء رحلتها من العراق إلى لبنان، مما اضطر الطائرة لتغيير مسارها.
سوريا ترفض منح الإذن لطائرة لاريجاني
ووفقًا لموقع “تركيا اليوم”، فإن رفض السلطات السورية منح الإذن لطائرة لاريجاني باستخدام المجال الجوي السوري أجبرها على عبور الأجواء التركية، ويأتي هذا في إطار سياسة مستمرة منذ ديسمبر الماضي، تقضي بحظر دخول جميع الطائرات الإيرانية إلى المجال الجوي السوري، بعد سقوط نظام .
وقد أدى منع السلطات السورية مرور الطائرات الإيرانية إلى تعطيل خطوط الإمداد السابقة بالسلاح والمقاتلين إلى “حزب الله” في لبنان، مما أكد القطيعة التامة بين الحكومة السورية وطهران.
وتعود أسباب هذه القطيعة إلى الدعم القوي الذي قدمته إيران لنظام الأسد خلال الحرب الأهلية السورية، بالإضافة إلى تورطها في العديد من الجرائم ضد السوريين.
وكان علي لاريجاني قد توجه إلى لبنان، بعد حدوث توترات بين طهران وبيروت على خلفية تصريحات بعض المسؤولين الإيرانيين الرافضة لقرار الحكومة اللبنانية بنزع سلاح حزب الله.
وقد وجه رئيس الحكومة اللبنانية، نواف سلام، رسائل حادة للاريجاني، مؤكدًا أنه لن يقبل بأي شكل من الأشكال التدخل في شؤونه الداخلية، داعيًا إيران إلى الالتزام الواضح بمبدأ احترام السيادة المتبادل.
وأوضح سلام أن هذه التصريحات تضمنت انتقادات مباشرة لقرارات لبنانية صادرة عن السلطات الدستورية، ووصلت إلى حد التهديد الصريح، وهو ما لا يمكن قبوله.
وأضاف: “لا أنا ولا أي مسؤول لبناني نتدخل في الشأن الإيراني، ولا ندعم فريقًا على حساب آخر في إيران، وبالتالي على طهران أن تتعامل بالمثل”.
وأشار إلى أن قرارات الحكومة اللبنانية هي شؤون داخلية لا يحق لأي دولة أخرى مناقشتها، مؤكدًا أن السلطة التنفيذية في لبنان تصدر قراراتها حصراً من مجلس الوزراء، وأن القرار اللبناني يصنعه اللبنانيون وحدهم.
سلام يجدد تمسك لبنان بنزع السلاح
كما جدد تمسك حكومته بقرار حصر السلاح بيد الدولة، الذي أُقر منذ اتفاق الطائف عام 1989 وأعيد التأكيد عليه في البيان الوزاري وفي خطاب قسم رئيس الجمهورية.
وشدد سلام على أن لبنان، الذي كان من أوائل المدافعين عن القضية الفلسطينية وواجه الاحتلال الإسرائيلي، ليس بحاجة إلى “دروس” من أحد، لافتًا إلى أن الحكومة ستستخدم كافة الوسائل السياسية والدبلوماسية والقانونية لفرض انسحاب إسرائيل من الأراضي اللبنانية المحتلة ووقف اعتداءاتها.
وأكد أن أي علاقة مع لبنان يجب أن تمر عبر مؤسساته الدستورية، وأن أي مساعدات خارجية مرحب بها شرط أن تأتي عبر القنوات الرسمية، واختتم بالتأكيد على حرص لبنان على علاقاته التاريخية مع إيران والدول الصديقة، ضمن إطار الاحترام المتبادل، مشيرًا إلى أن وحدة اللبنانيين وسيادة دولتهم وقرارات حكومتهم تمثل خطوطًا حمراء لا يجوز تجاوزها