بدر عبد العاطي مهندس العلاقات المصرية الأوروبية بخبرة تمتد لـ 35 عاماً

في الثالث من يوليو 2024، برز اسم الدكتور بدر عبد العاطي كأحد أبرز صناع القرار في مصر، بعد أن أصدر الرئيس عبد الفتاح السيسي قرار تعيينه وزيرًا للخارجية والهجرة وشؤون المصريين بالخارج، خلفًا للسفير سامح شكري، وهي خطوة لم تكن مفاجئة للكثيرين في أروقة الدبلوماسية، إذ يتمتع الرجل بسجل حافل من الخبرة وعلاقات واسعة مع العواصم الكبرى والمنظمات الدولية
من باحث إلى وزير خارجية
وُلد الدكتور بدر عبد العاطي في 8 فبراير 1966 بمحافظة أسيوط، وتدرج في مسيرته الأكاديمية حتى حصل على بكالوريوس العلوم السياسية عام 1987، ثم ماجستير في العلاقات الدولية عام 1996، وصولًا إلى الدكتوراه في نفس التخصص من جامعة القاهرة عام 2003
بدأ مشواره المهني كباحث في مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، قبل أن ينضم إلى وزارة الخارجية عام 1989، حيث تنقل بين محطات دبلوماسية بارزة مثل تل أبيب وطوكيو وواشنطن وبروكسل، كما تولى إدارة ملفات حساسة تشمل الشؤون الفلسطينية والتعامل مع الاتحاد الأوروبي وحلف الناتو، قبل أن يصبح المتحدث الرسمي باسم الخارجية المصرية عام 2013، في واحدة من أكثر الفترات حساسية في السياسة المصرية الحديثة
بين عامي 2015 و2019، شغل عبد العاطي منصب سفير مصر لدى ألمانيا، حيث لعب دورًا بارزًا في تعزيز العلاقات السياسية والاقتصادية بين القاهرة وبرلين، وفي عام 2019 انتقل إلى بروكسل ليكون سفيرًا لدى بلجيكا ولوكسمبورغ ومندوبًا دائمًا لدى الاتحاد الأوروبي والناتو، حتى تم استدعاؤه لقيادة الدبلوماسية المصرية
منذ توليه المنصب، تبنى عبد العاطي خطابًا يركز على احترام القانون الدولي وسيادة الدول وتفعيل الحياد الإيجابي في الأزمات الإقليمية، وفي الملف الفلسطيني، أكد أن 70% من المساعدات الإنسانية لقطاع غزة منذ أكتوبر 2023 جاءت من مصر، مشددًا على أن ذلك “واجب وطني وأخلاقي”، كما أولى اهتمامًا خاصًا بملف السودانيين الفارين من النزاع وأمن البحر الأحمر وتعزيز الروابط مع القارة الإفريقية
وبجانب الملفات السياسية، أظهر الوزير اهتمامًا واضحًا بالجاليات المصرية في الخارج، حيث ترأس مؤتمر “المصريين في الخارج” وأكد على ضرورة حماية البعثات الدبلوماسية من أي تهديدات تمس سيادة الدولة
اليوم، يواجه بدر عبد العاطي تحديات جسام، تتراوح بين صراعات المنطقة المشتعلة وضغوط الدبلوماسية الدولية، وسط توقعات بأن يلعب دورًا أكثر حيوية في صياغة الموقف المصري خلال السنوات المقبلة