عائلة سليمان العبيد تواجه الفقد بعد استشهاد المعيل على يد الاحتلال

قبل ساعات من استشهاده، كان آخر حوار بين لاعب الكرة الفلسطيني وزوجته حيث سألته وهي تراه يستعد للخروج: “ستقطع كل هذه المسافة سيراً على قدميك؟”، فأجاب بثبات: “نعم.. لدينا أطفال أريد أن أطعمهم”
سليمان العبيد
توضأ لصلاة الفجر، استمع لسورة الكهف مرتين، حمل سبحته وهمّ بالمغادرة، تقول زوجته لهيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي”: “شعرت بنخزة في قلبي، وبدلاً من أن أقول له الله يسهل عليك، قلت له: سليمان متروحش.. لكنه كان مصمماً وغادر”
بعد ساعات، وصلها الخبر الأول: إصابة خطيرة، حاولوا إخفاء الحقيقة عنها، لكن إحساسها سبق الكلمات، “لم تقو قدماي على حملي.. ظللت أردد: بدي أروح أشوف جوزي، راح يجيب لقمة عيش واستشهد! ليش؟” تقول وهي تبكي، قبل أن تناشد النجم المصري محمد صلاح أن يسافر بأبنائها للخارج ليكملوا تعليمهم ويحققوا حلم والدهم، خاصة ابنها نسيم الذي يطمح أن يخلفه في الملاعب
لحظات الرحيل
شقيقه طراد العبيد، الذي كان برفقته، يروي تفاصيل الساعات الأخيرة: “في الخامسة فجراً تحركنا معاً إلى نقطة توزيع المساعدات الأمريكية، كنا عشرة أشخاص، واتخذنا من جبل صغير ساتراً، فجأة، اقتربت طائرة كواد كابتر وصورتنا، ثم عادت وأسقطت قنبلة مباشرة على سليمان”
طراد أصيب بشظية في رقبته، لكنه حاول إسعاف شقيقه الذي كانت إصابته في الصدر قاتلة، “صرت أصرخ فيه: يا خو قوم.. بدنا نشرد.. بدري عليك يا سليمان”
من نجم الملاعب إلى نازح
شقيقته ميرفت تتحدث عن التحولات القاسية في حياته: “كان ميسور الحال، لكن الحرب والغلاء التهمت راتبه حتى أصبح يكفي ليوم واحد فقط، استبدل الركض في الملاعب بالركض خلف المساعدات، من لاعب يُحمل على الأعناق، إلى جثمان محمول على الأكتاف”
حلم لم يكتمل
ابنه نسيم لم يستوعب الفقد: “أبوي مماتش.. سأكمل مسيرته وأصبح لاعباً مشهوراً كما كان يريد”، لكنه يعترف أن مشهد موت والده من أجل المساعدات ما زال عالقاً في ذهنه
شهادة المدرب
المدرب الفلسطيني عماد هاشم وصفه بأنه “اللاعب المثالي والهداف بالفطرة، و بحق، وأوضح أن تغريدة محمد صلاح عقب استشهاده لفتت أنظار العالم إلى قضيته، آملاً أن تتحرك الاتحادات الرياضية لحماية الرياضيين في غزة”
وأضاف: “كان يحلم بوداع الملاعب موسم 2023-2024 ليبدأ مسيرته كمدرب، لكنه ودع الدنيا”
الرياضة تحت النار
وفق اتحاد الإعلام الرياضي الفلسطيني، قُتل منذ بداية الحرب أكثر من 808 رياضيين في غزة، بينهم 421 لاعب كرة قدم، ونحو نصفهم من الأطفال، كما دُمّر 273 منشأة رياضية، ما يهدد مستقبل آلاف الشبان
أما الجيش الإسرائيلي فقال إنه لا يملك سجلات عن سليمان العبيد، مطالباً بمزيد من المعلومات للتحقق من ملابسات وفاته، في رد على الجدل الذي أثارته تغريدة محمد صلاح