“دعوة خبير مناخي للتوسع في المساحات الخضراء”

في ظل التغيرات المناخية المتسارعة التي يشهدها العالم خلال السنوات الأخيرة، أصبحت ظاهرة الاحتباس الحراري أكثر وضوحًا وتأثيرًا، خصوصًا في المناطق ذات الأجواء الحارة، ومع تجاوز درجات الحرارة معدلاتها الطبيعية، أصبح من الضروري على جميع المؤسسات والأفراد اتخاذ الإجراءات الوقائية اللازمة لمواجهة هذه الظاهرة التي تهدد الصحة العامة والبيئة على حد سواء
وشهدت البلاد مؤخرًا موجة من الارتفاع غير المسبوق في درجات الحرارة، حيث تجاوزت المعدلات الطبيعية خلال شهري يوليو وأغسطس، وسط تساؤلات متزايدة من المواطنين حول أسباب هذا التغير المفاجئ ومدى تأثيره على الصحة العامة والحياة اليومية، بالإضافة إلى القلق من تداعياته على النشاط الزراعي والمياه والغذاء
وكشف الدكتور مجدي علام، أمين عام اتحاد خبراء البيئة، لـ “نيوز رووم” عن العوامل التي أدت إلى اقتراب درجات الحرارة في مصر من أجواء المناطق الاستوائية، وكيف يمكننا حماية أنفسنا من أضرار التعرض لدرجات الحرارة المرتفعة
وقال الدكتور مجدي: “نحن الآن أمام تطور واضح في ظاهرة الاحتباس الحراري، التي لم تعد تقتصر على فصل الصيف فقط، بل بدأت في الظهور مبكرًا قبل موعدها الطبيعي، وهو ما نشهده حاليًا من ارتفاع غير مسبوق في درجات الحرارة، وستستمر معنا لمدة شهر آخر، حيث ستتجاوز في بعض المناطق حاجز الـ 40 و45 درجة مئوية، كما في محافظة أسوان”
وأضاف الدكتور مجدي علام أن هذه الظاهرة تنتشر بشكل أكبر في المناطق ذات الأجواء الحارة، بينما تقل حدتها في المناطق الباردة، مؤكدًا أن امتداد فترة الظاهرة إلى أكثر من شهرين يعد مؤشرًا خطيرًا يستدعي التوقف والتحرك السريع، حيث إن التعرض المباشر لأشعة الشمس في هذه الأجواء يمثل خطرًا حقيقيًا
نصائح عاجلة لمواجهة الحرارة
وأشار د. مجدي علام إلى ضرورة اتباع بعض الإرشادات لتقليل آثار موجات الحر، منها:
- حمل زجاجة مياه بشكل دائم خلال التواجد خارج المنزل
- الابتعاد عن أشعة الشمس المباشرة والاحتماء تحت الظل أو باستخدام المظلات والقبعات الواقية
- ارتداء الملابس القطنية الفاتحة، وتجنب الألوان الداكنة مثل الأسود، لأنها تمتص الحرارة وتزيد الإحساس بالسخونة
- الاهتمام بترطيب الجسم بانتظام وتجنب المجهود البدني الشديد في ساعات الذروة
- البيئة الحضرية تحت الضغط.. وزجاج المباني متهم
- اختيار الملابس الفاتحة وتجنب الألوان الداكنة، وخاصة اللون الأسود، حيث إن الألوان الداكنة تمتص الحرارة بشكل أكبر، بينما تعكس الألوان الفاتحة أشعة الشمس وتقلل من الإحساس بدرجات الحرارة العالية
ولفت إلى خطورة الاعتماد على الواجهات الزجاجية في المباني، قائلاً: “زجاج البناء يعمل على تجميع أشعة الشمس داخل الشقق والمنازل، ويمنع خروج الحرارة، ما يؤدي إلى ارتفاع كبير في درجة الحرارة داخل الوحدات السكنية، وبالتالي يؤثر سلبًا على الصحة وجودة الحياة”
“ازرعوا الشجر في كل مكان”
وأكد الدكتور علام على أن أحد الحلول الأساسية لتخفيف آثار هذه الموجات الحارة هو التوسع في زراعة الأشجار والمساحات الخضراء داخل المدن والمناطق السكنية، حيث إن زراعتها تعد ضرورية للبيئة، خاصةً الأشجار المورقة التي توفر الظل وتقلل من درجة حرارة الشوارع والمنازل، وتساعد في تقليل الاعتماد على أجهزة التبريد
وختم الدكتور علام حديثه قائلاً: “التعامل مع التغير المناخي يبدأ من الوعي الفردي”