وزير خارجية روسيا يؤكد موقفنا الواضح والمفهوم في قمة ألاسكا مع وجود حجج قوية

وزير خارجية روسيا يؤكد موقفنا الواضح والمفهوم في قمة ألاسكا مع وجود حجج قوية

وصل وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إلى مدينة أنكوراج مساء الخميس، حيث أكد أن روسيا تتوجه إلى محادثاتها مع الولايات المتحدة في ألاسكا بموقف “واضح ومفهوم”

لافروف: نأمل في مواصلة المحادثات المفيدة

وأشار لافروف إلى أن الكثير من التحضيرات قد أُنجزت لاجتماع الجمعة بين الرئيسين فلاديمير بوتين ودونالد ترامب، وذلك خلال زيارة المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف إلى موسكو الأسبوع الماضي، معربًا عن أمله في استمرار ما وصفه بـ”محادثات مفيدة”

وأضاف: “نعلم أن لدينا حججًا وموقفًا واضحًا سنعرضه”

من جهته، أكد ترامب أنه يسعى إلى الضغط من أجل وقف إطلاق النار في أوكرانيا وإنهاء الحرب

اتفق البيت الأبيض والكرملين على جدول أعمال القمة المرتقبة بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، المقررة يوم الجمعة في ولاية ألاسكا، حيث سيبدأ اللقاء بجلسة مغلقة بين الرئيسين في الساعة 3:30 عصرًا بتوقيت واشنطن (9:30 مساءً بتوقيت القاهرة)، تليها جلسة موسعة تضم وفدين من خمسة أعضاء لكل طرف، على أن تُختتم القمة بمؤتمر صحافي مشترك

التركيز على تسوية الأزمة الأوكرانية

ستعقد القمة في مدينة أنكوراج داخل مباني قاعدة “فيرميدروي ريتشاردسون” العسكرية، القريبة من مقبرة تذكارية تضم رفات تسعة جنود روس قضوا في عام 1942 خلال عملية نقل جوي

وأوضح المستشار الدبلوماسي لبوتين، يوري أوشاكوف، أن المحادثات ستركز على تسوية الأزمة، بالإضافة إلى ملفات “السلام” و”الأمن” والقضايا الدولية المهمة، إلى جانب التعاون الثنائي، ويضم الوفد الروسي وزراء الخارجية سيرغي لافروف، والدفاع أندريه بيلاوسوف، والمالية أنطون سيلاونوف، إضافة إلى كيريل دميترييف، مدير الصندوق الروسي للاستثمار المباشر ومبعوث الرئيس الخاص للتعاون الاقتصادي، الذي كان قد شارك مؤخرًا في جولة مع المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف في حديقة “زاريادي” بموسكو

تشير تشكيلة الوفد الروسي إلى أن أجندة القمة ستشمل مجموعة واسعة من الملفات، بدءًا من الدفاع والأمن الدولي إلى التعاون الاقتصادي وملف العقوبات الأميركية على موسكو، بينما امتنع أوشاكوف عن كشف تشكيلة الوفد الأميركي، تاركًا الإعلان للجانب الأميركي، مؤكدًا أن الوفد الروسي سيغادر ألاسكا فور انتهاء القمة

رمزية خاصة

تحمل قمة ألاسكا رمزية خاصة، إذ تعتبر أول لقاء ثنائي رفيع المستوى بين موسكو وواشنطن منذ قمة بوتين وبايدن في جنيف عام 2021، وأول زيارة لرئيس روسي إلى الولايات المتحدة منذ زيارة دميتري مدفيديف عام 2010، بالإضافة إلى كونها أول زيارة لبوتين إلى دولة غربية منذ اندلاع الحرب في أوكرانيا عام 2022، وأول زيارة لرئيس روسي إلى ألاسكا على الإطلاق

رغم الترقب العالمي لمخرجات القمة، تتمسك موسكو بشروطها للتسوية، وأبرزها سيطرتها على المقاطعات الأوكرانية الأربع التي ضمتها في عام 2022، وأكد نائب رئيسة المكتب الإعلامي بوزارة الخارجية الروسية، أليكسي فادييف، أن الموقف الروسي لم يتغير، مشيرًا إلى ما أعلنه بوتين في يونيو/حزيران 2024 بضرورة انسحاب القوات الأوكرانية من دونيتسك ولوغانسك وزاباروجيا وخيرسون كشرط لوقف إطلاق النار وبدء المفاوضات

شهدت موسكو أوائل الشهر الجاري لقاءً خامسًا بين بوتين ومبعوث ترامب، ستيف ويتكوف، الذي شكل منعطفًا في جهود إنهاء الحرب، وكشفت تسريبات أن ويتكوف عرض مقترحًا أميركيًا يتضمن وقف إطلاق النار، مع تسوية سياسية تؤجل البت في مسألة الأراضي التي سيطرت عليها روسيا لفترة تتراوح بين 49 و99 عامًا، ووفق المعلومات المسربة، أبدى استعدادًا للموافقة على وقف النار عند خطوط السيطرة الحالية في زاباروجيا وخيرسون إذا انسحبت أوكرانيا من كامل دونيتسك ولوغانسك

خمسة خطوط حمراء

ذكرت صحيفة “وول ستريت جورنال” أن ترامب اتفق، في اجتماع عبر الفيديو مع القادة الأوروبيين والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، على خمسة خطوط حمراء للالتزام بها في قمة ألاسكا: اشتراط وقف إطلاق النار لمواصلة المحادثات، بدء أي مناقشات إقليمية من خطوط المواجهة الحالية، قبول روسيا ضمانات أمنية غربية ملزمة، مشاركة أوكرانيا في المفاوضات، ودعم الاتفاق من الولايات المتحدة وأوروبا بما يشمل كييف

يسعى ترامب لإنهاء الحرب الروسية على أوكرانيا، ملتزمًا بوعده الانتخابي بوقفها “في اليوم الأول” من ولايته، لكنه يواجه تحدي إقناع بوتين بوقف القصف وإقناع كييف بالتنازل عن أراضٍ تحتلها روسيا، وحذر ترامب من “عواقب وخيمة” إذا رفض بوتين السلام، رافضًا الكشف عن طبيعتها، مكتفيًا بالقول إنها ستكون “خطيرة للغاية”