استثمار البنوك في صناديق الذهب كملاذ آمن وزيادة العوائد

في ظل التقلبات الاقتصادية العالمية وارتفاع معدلات التضخم، أصبح الذهب من أبرز الأصول التي توفر الأمان لحماية المدخرات، وفي مصر، شهدت الشهور الأخيرة زيادة ملحوظة في توجه البنوك نحو الاستثمار في صناديق الذهب أو توفيرها لعملائها، في خطوة تهدف إلى تنويع المحافظ الاستثمارية ومواكبة الطلب المتزايد على هذا النوع من الأدوات المالية
من ادخار فردي إلى منتج مصرفي
لطالما لجأ الأفراد إلى شراء السبائك والجنيهات الذهبية كوسيلة للتحوط من تراجع قيمة العملة، لكن الوضع تغير مع دخول البنوك عبر صناديق استثمار الذهب، وهي أوعية مالية تجمع أموال العملاء وتستثمرها في الذهب الفعلي أو العقود المدرجة في البورصات العالمية
تتيح هذه الصناديق للمستثمرين فرصة امتلاك الذهب دون الحاجة إلى القلق بشأن التخزين أو تكاليف التأمين، حيث تتولى البنوك وشركات الإدارة إدارة العملية بالكامل
تنويع المخاطر وتعزيز العائد
يرى خبراء أسواق المال، في تصريحات خاصة لـ«نيوز رووم»، أن دخول البنوك إلى سوق صناديق الذهب يعكس إدراكها لأهمية تنويع الأصول وتقليل المخاطر، فالذهب غالبًا ما يحافظ على قيمته أو يرتفع في أوقات عدم اليقين، مما يجعله صمام أمان داخل المحافظ الاستثمارية
لكنهم حذروا في الوقت نفسه من أن الذهب لا يدر دخلًا ثابتًا، وأن أسعاره تتأثر بعوامل العرض والطلب العالمية وسعر الدولار
انطلاقة قوية للقطاع المصرفي
على مدار العامين الماضيين، أطلقت عدة بنوك مصرية صناديق استثمار في الذهب بالتعاون مع شركات إدارة أصول محلية، مستهدفة الأفراد والمؤسسات على حد سواء، وتتيح هذه الصناديق الاشتراك بمبالغ منخفضة نسبيًا تبدأ من 10 إلى 100 جنيه، مع مرونة في الاسترداد
كما ساهمت البورصة المصرية للذهب في توفير تسعير شفاف وعمليات تداول منظمة بعيدًا عن مضاربات سوق التجزئة
إقبال لافت من العملاء
تشير بيانات بعض مديري الصناديق إلى إقبال واسع، خصوصًا من الباحثين عن بدائل للادخار التقليدي في شهادات البنوك بعد تراجع الفائدة الحقيقية أمام التضخم، كما ساعدت المنصات الرقمية والتطبيقات البنكية على جذب فئات جديدة، خاصة الشباب
التحديات أمام التوسع
يرى الخبير المصرفي ماجد فهمي أن رفع الوعي بكيفية عمل هذه الصناديق يمثل تحديًا أساسيًا، مشددًا على ضرورة توعية العملاء بأن أسعار الذهب قد تتراجع مؤقتًا، ما قد يؤثر على العوائد حال السحب في توقيت غير مناسب، كما أوصى باستمرار تطوير المنتجات الاستثمارية وتخفيض الرسوم الإدارية لضمان جذب العملاء
أرقام تعكس طفرة
الأرقام تكشف عن النمو السريع:
عدد المستثمرين ارتفع من 79 ألفًا في يناير 2024 إلى 166 ألفًا بنهاية العام، ثم تجاوز 210 آلاف في منتصف 2025
الأصول المدارة قفزت من 836 مليون جنيه إلى 1.3 مليار في 2024، ثم إلى نحو 2.2 مليار جنيه خلال الأشهر الخمسة الأولى من 2025، بنسبة نمو بلغت 69%
المنافسة داخل السوق
ما زال صندوق «AZ-Gold» يتصدر السوق بحصة تقارب 74% وأصول تخطت 970 مليون جنيه بنهاية 2024، في المقابل، حقق صندوق «سبائك» نموًا من 57 مليونًا إلى 298 مليونًا، بينما ارتفع صندوق «ذهب» من 31.4 مليونًا إلى 39.7 مليونًا، مع تضاعف عدد عملائه أربع مرات تقريبًا
عوائد مجزية ولكن..
منذ إطلاقها، حققت صناديق الذهب في مصر عوائد تراوحت بين 34.4% و85%، وفقًا لفترة الاستثمار والصندوق، لكنها تظل أداة استثمارية معرضة لتقلبات الأسواق العالمية، مما يستلزم إدارة مدروسة وتخطيطًا طويل الأجل