الحقيبة النووية وحقيبة الفضلات.. أدوات بوتين الأمنية المثيرة للجدل في ألاسكا

تعتبر القاعدة العسكرية في أنكوريج، التي تضم أكثر من 32 ألف عسكري وعائلاتهم، ما يعادل نحو 10% من سكان المدينة، أحد الركائز الدفاعية الرئيسية للولايات المتحدة خلال فترة الحرب الباردة ضد الاتحاد السوفياتي، حيث تقع هذه القاعدة في بيئة قاسية تحيط بها الحياة البرية مثل الدببة الرمادية والموظ والذئاب، مما يعكس التحديات الأمنية المحيطة بهذا الموقع الاستراتيجي
جيش من الحراس والأسلحة الفتاكة حول بوتين
يشتهر بوتين بهوسه بأمنه الشخصي، وهو أمر ترسخ منذ أيام عمله كعميل في جهاز الاستخبارات السوفياتي “كيه جي بي”، حيث يصل الرئيس الروسي محاطًا بفريق أمني خاص يُعرف بـ”الفرسان الثلاثة”، وهم نخبة جهاز الحماية الفيدرالي الروسي، والمزودون بمسدسات «إس آر-1 فيكتور» ذات الرصاص الخارق للدروع، ويختار هؤلاء الحراس بناءً على معايير نفسية وبدنية صارمة تضمن جاهزيتهم للعمل في أصعب الظروف
ترافق القافلة الأمنية المصفحة بوتين خلال تحركاته، مزودة بأسلحة متطورة تشمل بنادق كلاشنيكوف، وقاذفات قنابل مضادة للدبابات، وصواريخ مضادة للطائرات، كما يقوم فريقه الأمني بإجراء مسح شامل للوجهات وتثبيت أجهزة تشويش لمنع تفجير القنابل عن بُعد
الحقيبة النووية وحقيبة الفضلات.. أدوات أمنية خاصة
يحمل بوتين معه حقيبته النووية الشهيرة “شيغيت”، التي تطورت لتصبح جهاز اتصال مباشر يتيح إصدار أوامر شن هجوم نووي، كما يمتلك حقيبة خاصة لجمع فضلاته، يتم نقلها إلى موسكو لمنع أي تحليل لحالته الصحية، مما يوضح مدى دقة وتعقيد التدابير الأمنية المتخذة
حلقة فولاذية
في مفارقة أمنية مثيرة، تدخل طائرة بوتين الأجواء الأمريكية محاطة بـ”حلقة فولاذية” جوية، توفرها قوات أمريكية وكندية تحت قيادة الدفاع الجوي لأمريكا الشمالية (NORAD)، حيث كانت هذه القوات قد اعترضت قاذفات روسية نووية بالقرب من بحر بيرنغ قبل أسابيع، مما يعكس حالة التأهب القصوى التي تميز العلاقة بين القوتين
رغم استبعاد مرافقة الطائرات الروسية لطائرة بوتين داخل المجال الجوي الأمريكي أو الكندي، فإن NORAD يبقي مقاتلات وطائرات دعم جاهزة للتصدي لأي تهديد محتمل، وقد شهدت المنطقة في يوليو الماضي مواجهات جوية متصاعدة، حيث اعترضت مقاتلات أمريكية طائرات روسية عدة في منطقة تحديد هوية الدفاع الجوي لألاسكا، واستمرت المواجهة ثلاث ساعات قبل انسحاب الطائرات الروسية
وفي سبتمبر 2024، نفذت مقاتلة روسية مناورة وصفت بأنها “غير آمنة وغير مهنية” أمام طائرة أمريكية، ما يبرز حدة التوترات المتصاعدة في المجال الجوي
قمة تحمل ثقل المصالح الأمنية والسياسية
تأتي قمة ألاسكا في وقت حاسم، حيث يبقى ملف أوكرانيا معلقًا على مخرجات الحوار بين موسكو وواشنطن، ويسعى ترامب، الذي يروج لنفسه كرئيس سلام، لإظهار قدرته على إبرام صفقات دولية، بينما يراهن بوتين على تعزيز صورته كقائد قوي يفرض شروطه حتى في قلب الأراضي الأمريكية
في قلب هذه اللقاءات، يبقى الأمن هو المحور الأساسي، فالتحصين المزدوج – من الحراسة الروسية المحكمة إلى الدرع الجوي الأمريكي – يعكس طبيعة العلاقة المعقدة بين الطرفين، مزيجًا من العداء العلني والتنسيق الأمني الضروري في آنٍ واحد