المجلس الأعلى للثقافة ينظم مائدة مستديرة لمناقشة ترشيد مياه النيل

المجلس الأعلى للثقافة ينظم مائدة مستديرة لمناقشة ترشيد مياه النيل

تحت رعاية الدكتور أحمد فؤاد هنو، وزير الثقافة، وبإشراف الدكتور أشرف العزازي، الأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة، استضاف المجلس مائدة مستديرة بعنوان “ترشيد مياه النيل والحفاظ عليها من التلوث”، وذلك في إطار مبادرة “النيل عنده كتير” التي تهدف إلى رفع الوعي بقضايا المياه وسبل الحفاظ على نهر النيل كمورد استراتيجي وحيوي لمصر والمنطقة

أدار اللقاء الدكتور عطية الطنطاوي، أستاذ الجغرافيا وعميد كلية الدراسات الأفريقية بجامعة القاهرة، حيث افتتح الجلسة بكلمة تناول فيها القيمة الرمزية والتاريخية لنهر النيل في وجدان المصريين، مؤكدًا أن “النيل في أجسامنا وعقولنا”، ومشيدًا بإسهامات المفكرين المصريين في توثيق هذه العلاقة، وعلى رأسهم الدكتور جمال حمدان في كتابه الشهير “شخصية مصر”

رؤى أكاديمية متخصصة

شارك في المائدة نخبة من الأكاديميين والخبراء الذين قدموا أوراقًا بحثية ثرية تناولت جوانب متعددة لقضية المياه، بما في ذلك البُعد الثقافي والتربوي، والتحديات الجغرافية والمناخية، إلى جانب الدور الإعلامي والوعي المجتمعي

الدكتور حمدي هاشم، خبير الدراسات البيئية بجامعة القاهرة، قدّم ورقة بعنوان “الثقافة المؤثرة في حياة نهر النيل”، حيث شدد على أهمية الدور البشري في بناء حضارة وادي النيل، مشيرًا إلى التحيّز التاريخي في مقولة هيرودوت “مصر هبة النيل”، التي أهملت جهد الإنسان المصري، مستشهدًا برؤية الدكتور سليمان حزين ومقولته: “مصر هبة المصريين”

أما الدكتور محمد نور الدين السبعاوي، أستاذ الجغرافيا البشرية بجامعة المنيا، فقد ركّز في ورقته “الوعي الصحي والسلوكي للحفاظ على مياه النيل” على أهمية التوعية الشعبية والرقابة المؤسسية المشتركة لحماية مصدر الحياة، مؤكدًا أن أكثر من 95% من سكان مصر يعتمدون على النيل كمصدر رئيسي للمياه

وفي سياق متصل، قدّم الدكتور عاطف عدلي، أستاذ التربية البيئية، ورقة تحت عنوان “أساليب توعية الأطفال بترشيد استهلاك المياه والحفاظ عليها من التلوث”، حيث أكد ضرورة دمج السلوكيات التربوية داخل البيئة التعليمية والمنزلية، مثل التعلم بالقدوة، والأنشطة التفاعلية، والرسوم المتحركة ذات الرسائل البيئية

وتناولت الدكتورة فيروز محمود، أستاذ الجغرافيا بجامعة عين شمس، “التحديات الجغرافية لإدارة مياه النيل”، حيث ركّزت على تأثيرات التغير المناخي على دول حوض النيل، خاصة في ظل تزايد موجات الجفاف، والفيضانات، وانتشار النباتات المائية الضارة في بحيرة فيكتوريا

من جانبه، استعرض الدكتور عبد المسيح سمعان، مقرر لجنة التعليم ببيت العائلة المصرية، مفاهيم “البصمة المائية” و”كفاءة المياه”، مسلطًا الضوء على ضرورة تبني سياسات إنتاج واستهلاك مسؤولة للمياه، ومشددًا على أهمية فهم الأبعاد البيئية والاقتصادية المرتبطة باستخدامات المياه في مختلف القطاعات

وفي ختام الجلسات، تناول الدكتور محمود بكر، مدير تحرير جريدة الأهرام، ملف “تلوث نهر النيل ودور الإعلام في الحفاظ عليه”، مستعرضًا جهود الدولة في معالجة مياه الصرف، وتطوير البنية التحتية البيئية، إلى جانب إطلاق مبادرات إعلامية ومسابقات بيئية لتعزيز الوعي المجتمعي

توصيات الجلسة

خلصت المائدة المستديرة إلى عدد من التوصيات، أبرزها:

تعزيز التوعية المجتمعية بأهمية نهر النيل، بدءًا من المؤسسات التعليمية ووصولًا إلى الحملات الإعلامية

تفعيل الرقابة البيئية ومعاقبة المخالفين لأنظمة التلوث المائي

دعم المبادرات المشتركة بين الدولة والمجتمع المدني لحماية الموارد المائية

الاستثمار في البحث العلمي والتكنولوجيا لمراقبة جودة المياه وتحسين كفاءة استخدامها

دمج المفاهيم البيئية ضمن المناهج الدراسية وربط الطفل المصري بقيم الحفاظ على المياه كجزء من الهوية الوطنية والدينية

تأتي هذه المائدة ضمن سلسلة من الفعاليات التي ينظمها المجلس الأعلى للثقافة لتسليط الضوء على القضايا البيئية المعاصرة، وتعزيز دور الثقافة والمعرفة في الحفاظ على مقدرات الوطن الطبيعية