“أيدٍ تتقن فن تشكيل الصفائح.. قصة صانع الأشكال الهندسية في سوق الوقف بقنا”

بجلبابه الصعيدي، يجلس العم صابر سيد في أحد أسواق مدينة الوقف شمال محافظة قنا، حيث يفترش الأرض محاطًا بالعديد من الأدوات التي يستخدمها في تقطيع ولحام الصفيح، فهو يعيد تدوير هذه المواد لصناعة مجسمات وصواني بسكويت وألعاب للأطفال
الرجل الستيني يتنقل بين الأسواق في مختلف قرى مراكز المحافظة التسعة بحثًا عن لقمة العيش، وسط النيران المشتعلة التي تشتعل أثناء لحام الأواني التي يعيد تصنيعها من جديد
مجسمات وصواني بسكويت وألعاب أطفال
يقول العم صابر سيد إنه يجمع صفائح السمن القديمة بمختلف الأحجام ويعيد تدويرها من خلال تشكيلات هندسية يطلبها الأطفال، أو لألعاب لهم، أو حتى لصواني البسكويت البلدي الذي يتم تحضيره في المنازل، فمعظم البيوت الصعيدية لا تزال تحافظ على هذه العادة، حتى وإن كانت تشتري، ولكن تبقى الصناعة في المنزل ضرورية خاصة في المناسبات والأعراس
وأشار إلى أن الصفائح يتم شراؤها أو تجميعها من الأطفال الذين يحضرونها له، كما أن بعض السيدات يأتين للحصول على صواني البسكويت
الأسعار اختلفت عن زمان
أوضح العم صابر أن أسعار الإصلاح للأواني مثل “كوب، تنكة، براد شاي” قد تغيرت، فالنساء لا يرغبن في الشراء كثيرًا بسبب الظروف المعيشية الصعبة، لذا يفضل الكثيرون الإصلاح بدلاً من الشراء في ظل ارتفاع أسعار الأواني حاليًا
وأكد أن سعر مجموعة الصواني كان 10 قروش، أما الآن فقد وصل سعر القطعة الواحدة إلى 5 جنيهات، ويقول: “لا بد أن نساعد بعضنا البعض، عشان الدنيا تمشي” ويضيف أنه لا يحدد سعرًا معينًا، حيث يقول للزبون: “إلى معاك هاتوه، مش معاك خلاص مفيش مشكلة خالص”