البنوك الخليجية توسع نشاطها في مصر في منافسة على العملاء وتمويل المشاريع الكبرى

البنوك الخليجية توسع نشاطها في مصر في منافسة على العملاء وتمويل المشاريع الكبرى

التوسع الخليجي في السوق المصري لم يعد مقتصرًا على استثمارات العقارات أو الطاقة، بل أصبح يشمل القطاع المصرفي الذي يُعتبر العمود الفقري للاقتصاد المصري، وخلال السنوات الأخيرة، شهدت مصر دخول وتوسع عدد من البنوك الخليجية الكبرى، مما يعكس سباقًا على النفوذ المالي ورغبة قوية في اقتناص الفرص داخل سوق كبير يحتاج إلى رؤوس أموال وتمويلات طويلة الأجل، ومع كل خطوة توسع، يتجدد الجدل حول ما إذا كانت هذه الشراكات ستعزز الاقتصاد وتفتح المجال أمام خدمات مصرفية حديثة، أم أنها بداية هيمنة خليجية قد تضغط على البنوك المحلية وتغير خريطة المنافسة.

مصر.. سوق جاذب لرؤوس الأموال الخليجية

يُعتبر السوق المصري واحدًا من أكثر الأسواق المصرفية جذبًا في المنطقة العربية، وذلك بفضل حجمه الكبير الذي يقدر بنحو 110 ملايين نسمة وارتفاع معدلات الشباب الباحثين عن خدمات مصرفية ورقمية متطورة، بالإضافة إلى احتياجات الدولة المستمرة لتمويل مشروعات البنية التحتية العملاقة وارتفاع العوائد على أدوات الدين، وهي عوامل دفعت البنوك الخليجية إلى ضخ المزيد من الاستثمارات والتوسع في شبكة فروعها.

أبرز اللاعبين الخليجيين في مصر

1. QNB الأهلي

يُعتبر أكبر بنك خاص في مصر من حيث الأصول، وقد لعب دورًا رئيسيًا في تمويل مشروعات قومية كبرى عبر القروض المجمعة، حيث يتميز بملاءة مالية قوية وقدرة على التوسع دون ضغوط على رأس المال.

2. بنك أبوظبي الأول – مصر (FAB)

سجل قفزة كبيرة في الأرباح خلال النصف الأول من 2025 تجاوزت 150%، كما قام بتوسيع شبكة فروعه وافتتاح وحدات جديدة في 2025، بالإضافة إلى إطلاق منتجات رقمية تدعم الشمول المالي وتستهدف فئات جديدة من العملاء.

3. الإمارات دبي الوطني – مصر

رفع حجم أصوله ليقترب من 174 مليار جنيه في 2025، ويملك شبكة كبيرة تضم أكثر من 65 فرعًا ومئات ماكينات الصراف الآلي، حيث يستهدف النمو العضوي وتوسيع قاعدة عملائه.

4. مصرف أبوظبي الإسلامي – مصر

عزز مكانته كبنك إسلامي رائد في السوق المصري، حيث وزع أسهم مجانية لدعم القاعدة الرأسمالية، ويواصل التوسع في تمويل الشركات والأفراد بصيغ شرعية.

5. بيت التمويل الكويتي – مصر

دخل السوق بعد تحويل “الأهلي المتحد – مصر” إلى بنك إسلامي بالكامل، ويعزز وجوده عبر تقديم منتجات متوافقة مع الشريعة، مما يشكل إضافة جديدة لخدمات الصيرفة الإسلامية داخل السوق.

مكاسب التوسع الخليجي

زيادة السيولة ورؤوس الأموال: مما يدعم قدرة الاقتصاد على تمويل المشروعات القومية الكبرى، تعزيز المنافسة: دخول كيانات مصرفية قوية يرفع جودة الخدمات والمنتجات المصرفية، توسيع الصيرفة الإسلامية: مع دخول KFH وADIB، أصبح أمام العملاء اختيارات أكثر تنوعًا، دفع التحول الرقمي: حيث تركز البنوك الخليجية على التكنولوجيا المالية لتعزيز الشمول المالي.