وزارة السياحة والآثار تعلن عن “مدينة أثرية كاملة” غرب أبو قير تحت مياه البحر

أعلنت وزارة السياحة والآثار عن تفاصيل الموقع الذي تم منه انتشال ثلاث قطع أثرية ضخمة من أعماق البحر، حيث أفادت في بيان لها بأن هذا الموقع يُعتبر من أهم الاكتشافات الأثرية التي تم تحديدها خلال أعمال المسح الأثري السابقة في غرب مدينة أبو قير، إذ لا تزال المنطقة تحتفظ بأسرار تكشف عن فصول جديدة من حضارة “مصر الغارقة” تحت مياه البحر المتوسط

وأكّد المسح والدراسة أن الموقع يمثل مدينة متكاملة تعود للعصر الروماني، حيث تضم مباني ومعابد وصهاريج مياه وأحواض لتربية الأسماك، إضافة إلى ميناء وأرصفة أثرية، مما يشير إلى أنه امتداد للجانب الغربي من مدينة كانوب الشهيرة، التي تم اكتشاف جزء منها سابقًا شرق المنطقة، كما تظهر الأدلة استمرار الحضارة عبر عصور متعددة تشمل المصري القديم، البطلمي، الروماني، البيزنطي، والإسلامي

كما أسفرت أعمال البحث عن العثور على مجموعة كبيرة من الشواهد الأثرية المهمة، منها أمفورات تحمل أختامًا للبضائع وتواريخ إنشائها، وبقايا سفينة تجارية محملة بالجوز واللوز والمكسرات، وبها ميزان نحاسي كان يُستخدم للقياس، بالإضافة إلى تماثيل ملكية وتماثيل لأبي الهول، ومجموعة من تماثيل الأوشابتي، ومرساوات حجرية، وعملات من العصور البطلمية والرومانية والبيزنطية والإسلامية، فضلاً عن أوانٍ وأطباق فخارية وأحواض لتربية الأسماك ورصيف بحري يمتد بطول 125 مترًا

وقد شهد شريف فتحي وزير السياحة والآثار، واللواء أحمد خالد حسن سعيد محافظ الإسكندرية، واللواء قائد القوات البحرية، واللواء قائد المنطقة العسكرية الشمالية، فعاليات اليوم الثاني من أنشطة التراث الثقافي المغمور بالمياه، حيث تمت عملية انتشال ثلاث قطع أثرية ضخمة من أعماق البحر المتوسط بميناء أبو قير، وسط تغطية إعلامية محلية ودولية واسعة

وشارك في الفعالية كل من يمني البحار، والدكتور محمد إسماعيل خالد الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، والمهندس أحمد يوسف الرئيس التنفيذي للهيئة المصرية العامة للتنشيط السياحي، والدكتور أحمد رحيمة معاون الوزير لتنمية الموارد البشرية والمشرف العام على وحدة التدريب المركزي، بحضور عدد من سفراء وقناصل الدول الأجنبية بجمهورية مصر العربية

وخلال الفعالية، تم انتشال ثلاث قطع أثرية بارزة، تشمل تمثالًا ضخمًا من الكوارتز على هيئة أبي الهول يحمل خرطوش الملك رمسيس الثاني، وتمثالًا من الجرانيت لشخص غير معروف من أواخر العصر البطلمي مكسور الرقبة والركبتين، وتمثالًا من الرخام الأبيض لرجل روماني من طبقة النبلاء

وأعرب شريف فتحي وزير السياحة والآثار، خلال كلمته بهذه المناسبة، عن بالغ شكره وتقديره لكل من ساهم في إنجاز هذا العمل الاستثنائي، مشيدًا بالجهود التي بُذلت لإخراج هذه القطع الأثرية الفريدة من أعماق البحر المتوسط إلى النور

كما ثمَّن الدعم الكبير الذي تحظى به الآثار من القيادة السياسية، مؤكدًا أن ما توليه الدولة من اهتمام ورعاية بالآثار والتراث المصري أسهم بشكل جوهري في صون الهوية الحضارية وحماية الإرث الإنساني الفريد لمصر