وزارة السياحة والآثار تكشف عن الفائزين في مسابقة تصوير الآثار الغارقة

أعلنت وزارة السياحة والآثار عن أسماء الفائزين في مسابقة تصوير الآثار الغارقة، حيث حصل على المركز الأول كورتيس رايان من جنوب أفريقيا، بينما جاء في المركز الثاني سلمى رضا من الإسكندرية،

وفي هذا السياق، أشار الدكتور أحمد رحيمة من إدارة الآثار الغارقة إلى أنه سيتم توسيع نطاق المسابقة لتشمل عددًا أكبر من المشاركين في الفترات المقبلة،

جاء ذلك خلال الفعاليات التي أقيمت في مدينة الإسكندرية بحضور شريف فتحي وزير السياحة والآثار، واللواء أحمد خالد حسن سعيد محافظ الإسكندرية، واللواء قائد القوات البحرية، واللواء قائد المنطقة العسكرية الشمالية، على مدار يومين، من 20 إلى 21 أغسطس، والتي تناولت أنشطة التراث الثقافي المغمور بالمياه، حيث تم انتشال ثلاث قطع أثرية ضخمة من أعماق البحر المتوسط بميناء أبو قير، وسط تغطية إعلامية محلية ودولية واسعة،

وشارك في الفعالية كل من يمني البحار والدكتور محمد إسماعيل خالد الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، والمهندس أحمد يوسف الرئيس التنفيذي للهيئة المصرية العامة للتنشيط السياحي، والدكتور أحمد رحيمة معاون الوزير لتنمية الموارد البشرية والمشرف العام على وحدة التدريب المركزي، بالإضافة إلى عدد من سفراء وقناصل الدول الأجنبية بجمهورية مصر العربية،

وخلال الفعالية، تم انتشال ثلاث قطع أثرية بارزة، تمثال ضخم من الكوارتز على هيئة أبو الهول يحمل خرطوش الملك رمسيس الثاني، وتمثال من الجرانيت لشخص غير معروف من أواخر العصر البطلمي مكسور الرقبة والركبتين، وتمثال من الرخام الأبيض لرجل روماني من طبقة النبلاء،

وأعرب شريف فتحي وزير السياحة والآثار، خلال كلمته بهذه المناسبة، عن بالغ شكره وتقديره لكل من ساهم في إنجاز هذا العمل الاستثنائي، مشيدًا بالجهود المبذولة لإخراج هذه القطع الأثرية الفريدة من أعماق البحر المتوسط إلى النور،

كما ثمَّن الدعم الكبير الذي تحظى به الآثار من القيادة السياسية، مؤكدًا أن ما توليه الدولة من اهتمام ورعاية بالآثار والتراث المصري أسهم بشكل جوهري في صون الهوية الحضارية وحماية الإرث الإنساني الفريد لمصر،

كشفت وزارة السياحة والآثار عن طبيعة الموقع الذي تم منه انتشال ثلاث قطع أثرية ضخمة، حيث أوضحت في بيان لها أن الموقع يُعد من أهم الاكتشافات الأثرية التي رُصدت خلال أعمال المسح الأثري السابقة في غرب مدينة أبو قير، إذ لا تزال المنطقة تخبئ بين طياتها أسرارًا تكشف فصولًا جديدة من حضارة “مصر الغارقة” تحت مياه البحر المتوسط،

وأكدت أعمال المسح والدراسة أن الموقع يمثل مدينة متكاملة المرافق تعود للعصر الروماني، تضم مباني ومعابد وصهاريج مياه وأحواضًا لتربية الأسماك، فضلًا عن ميناء وأرصفة أثرية، مما يرجح أنه امتداد للجانب الغربي من مدينة كانوب الشهيرة، التي سبق اكتشاف جزء منها شرق المنطقة، كما تكشف الشواهد عن استمرارية حضارية عبر عصور متعددة تشمل المصري القديم، البطلمي، الروماني، البيزنطي، والإسلامي،

كما أسفرت أعمال البحث عن العثور على مجموعة كبيرة من الشواهد الأثرية المهمة، أبرزها أمفورات تحمل أختامًا للبضائع وتواريخ إنشائها، بقايا سفينة تجارية محملة بالجوز واللوز والمكسرات وبها ميزان نحاسي كان يستخدم للقياس، إضافة إلى تماثيل ملكية وتماثيل لأبي الهول، ومجموعة من تماثيل الأوشابتي، ومرساوات حجرية، وعملات من العصور البطلمية والرومانية والبيزنطية والإسلامية، فضلاً عن أوانٍ وأطباق فخارية وأحواض لتربية الأسماك ورصيف بحري يمتد بطول 125 مترًا،