أوقاف بني سويف تطلق قافلة دعوية للواعظات تجوب مساجد المحافظة

في إطار الجهود التوعوية المتميزة التي تقوم بها وزارة الأوقاف تحت قيادة الدكتور أسامة السيد الأزهري وزير الأوقاف، وبمتابعة حثيثة من الدكتور عاصم القبيصي وكيل وزارة أوقاف بني سويف، أطلقت المديرية فعاليات القافلة الدعوية للواعظات، والتي جابت عددًا من المساجد في المحافظة لنشر الفكر الوسطي المستنير، وتعزيز قضية الغارمات، بالإضافة إلى توعية السيدات والفتيات بالقيم الأخلاقية والاجتماعية والدينية الرشيدة.
أوقاف بني سويف تطلق القافلة الدعوية للواعظات لتجوب مختلف مساجد المحافظة
أكد وكيل الوزارة أن هذه القافلة تأتي في إطار خطة الوزارة لتعزيز دور الواعظات في الميدان الدعوي، ومواجهة الأفكار المتطرفة، وغرس معاني الرحمة والتسامح والانتماء الوطني في نفوس أبناء المجتمع، مشددًا على أن تفعيل هذا الدور يحقق رسالة دعوية متوازنة، ويجعل المسجد منارة للإشعاع الفكري والثقافي.
وقد لاقت القافلة استجابة كبيرة من جمهور السيدات والفتيات في المساجد، وسط إشادة واضحة بالدور التوعوي الذي تقوم به الواعظات، مؤكدين أن هذه اللقاءات الدعوية تمثل جسرًا للتواصل المباشر مع المجتمع، وتفتح آفاقًا للحوار البنّاء حول القضايا الدينية والاجتماعية المعاصرة.
فيما كانت مديرية أوقاف بني سويف قد نظمت دورة تدريبية مكثفة للواعظات استمرت ليوم كامل حول قضية الغارمين والغارمات، وذلك بدار مناسبات مسجد عمر بن عبد العزيز بمدينة بني سويف، بحضور الدكتورة وفاء عبد السلام الواعظة الأولى بوزارة الأوقاف، وعلياء مصطفى ممثلة مؤسسة مصر الخير ببني سويف، والشيخ سعيد عبد الواحد مدير الدعوة بالمديرية، إلى جانب عدد من الواعظات والأئمة قادة الفكر.
وقد جاءت هذه الدورة انطلاقًا من إيمان وزارة الأوقاف العميق بأن رسالة الدعاة والواعظات لا تقتصر على الجانب التعبدي والوعظي فحسب، بل تمتد لتشمل المشاركة الفاعلة في معالجة القضايا المجتمعية والإنسانية التي تمس حياة المواطنين، وفي مقدمتها قضية الغارمين، التي تعد من القضايا ذات الأبعاد الخطيرة التي تؤثر على استقرار الأسرة المصرية وتماسك النسيج المجتمعي بأسره.
وفي كلمته الافتتاحية، رحب الدكتور عاصم قبيصي وكيل وزارة أوقاف بني سويف بالسادة الحضور، ناقلاً تحيات وتقدير الدكتور أسامة السيد الأزهري وزير الأوقاف، ومؤكدًا أن هذه القضية هي قضية إنسانية في المقام الأول، تحتاج إلى تكاتف جهود الجميع من مؤسسات الدولة ومنظمات المجتمع المدني، إلى جانب الجهد التوعوي والدعوي الذي تتحمله وزارة الأوقاف وواعظاتها الفضليات، وأضاف سيادته أن الدين الحنيف جاء لحماية الإنسان من الوقوع في الضيق والحرج، مشددًا على أهمية نشر الوعي الرشيد بخطورة الاستدانة غير المدروسة، وما قد تجره من ويلات على الأسر، داعيًا الواعظات إلى أن يكنّ سفراء للرحمة والتوعية في كل قرية ومدينة، وأن يسهمن في بناء وعي جديد يحمي المجتمع من هذه الظواهر السلبية.
ومن جانبها، أكدت الدكتورة وفاء عبد السلام الواعظة الأولى بوزارة الأوقاف، أن قضية الغارمين لا يمكن النظر إليها باعتبارها مجرد ديون أو التزامات مالية، بل هي معاناة إنسانية واجتماعية تلقي بظلالها الثقيلة على الأسرة والمجتمع، موضحة أن الإسلام دين تكافل ورحمة، وأن النبي صلى الله عليه وسلم حثّ على تفريج الكروب وقضاء حوائج الناس، مستشهدة بحديثه الشريف: “من فرّج عن مسلم كربةً من كرب الدنيا، فرّج الله عنه كربةً من كرب يوم القيامة”، وأضافت أن الواعظات يقع على عاتقهن دور كبير في توعية النساء والفتيات بخطورة التورط في الديون غير الضرورية، وتنمية ثقافة القناعة والاعتدال والتخطيط السليم للحياة الأسرية، مؤكدة أن التوعية هي خط الدفاع الأول لحماية المجتمع من هذه الأزمة.
كما أشادت علياء مصطفى ممثلة مؤسسة مصر الخير بالدور الرائد الذي تقوم به وزارة الأوقاف في دعم القضايا الإنسانية، موضحة أن التعاون بين المؤسسات الدينية والمجتمعية والخيرية هو السبيل الأمثل لتخفيف المعاناة عن الغارمين والغارمات، وإعادة دمجهم وأسرهم في المجتمع بصورة كريمة تحفظ لهم آدميتهم وحقوقهم.
ويأتي انعقاد هذه الدورة في إطار استراتيجية وزارة الأوقاف لتعزيز دورها المجتمعي والوطني، وتجسيد رؤيتها في تحويل الدعوة من خطاب تقليدي محدود إلى رسالة إنسانية شاملة، قوامها الرحمة والتكافل وحماية الأسرة المصرية من التحديات التي تواجهها، تأكيدًا على أن الأوقاف كانت وستظل دائمًا في قلب القضايا التي تمس حياة المواطن، جنبًا إلى جنب مع مؤسسات الدولة الوطنية.