شراكة سينمائية عالمية تكشف عن أسرار المياه وتأثير التغير المناخي في مهرجان الأقصر

في إطار حرص مهرجان الأقصر للسينما الإفريقية على تعزيز الوعي بالقضايا البيئية والإنسانية، أعلن المهرجان عن تعاون مميز مع مبادرة Let’s Talk About Water، التي أسستها وتديرها الباحثة ليندا ليلينتال، وهي منصة دولية رائدة تستخدم السينما كأداة لإثارة الحوار وزيادة الوعي حول قضايا المياه والتغير المناخي وتأثيرهما على مستقبل الإنسان.
جاء الإعلان عن هذا التعاون خلال تصريح للمخرجة عزة الحسيني، مدير مهرجان الأقصر، التي أكدت أن الشراكة مع المبادرة تأتي في سياق جهود المهرجان لتسليط الضوء على العلاقة العميقة بين المصريين ونهر النيل، الذي يعد شريان الحياة في مصر وأفريقيا.
وأوضح السيناريست سيد فؤاد، رئيس المهرجان، أن هذا التعاون جاء ثمرة دعم وشراكة مع مهرجان New York African Film Festival، الذي ساهم بشكل فعال في بناء جسور التواصل والتنسيق بين الجهات المشاركة، ما أتاح إقامة مشروع ثقافي وإنساني مشترك يعكس أهمية السينما كوسيلة لطرح قضايا إنسانية حيوية.
ويتضمن التعاون عرض مجموعة مختارة من الأفلام القصيرة التي تقدمها مبادرة Let’s Talk About Water، يعقبها ندوات حوارية يشارك فيها فريق المبادرة لمناقشة الموضوعات والقضايا التي تطرحها هذه الأفلام، بما يعزز دور مهرجان الأقصر في الجمع بين الفن والقضايا الإنسانية الكبرى، ويوفر منصة للحوار والتبادل الثقافي والفكري.
عروض سينمائية خاصة عن النيل
تتضمن فعاليات المهرجان أيضًا عروضًا سينمائية خاصة بالتعاون مع صندوق التنمية الثقافية، تركز على النيل وأهميته التاريخية والثقافية، منها:
“ينابيع الشمس”، وهو فيلم وثائقي من إخراج جون فيني، ومدير التصوير حسن التلمساني، يقدم رحلة بصرية وشعرية على طول منابع نهر النيل، مستعرضًا فيضانات النيل الأخيرة قبل بناء السد العالي، الفيلم الذي يستغرق حوالي 85 دقيقة، يوثق مشاهد طبيعية وتاريخية توضح أهمية النهر في الحياة المصرية والإفريقية.
“الناس والنيل”، فيلم روائي تسجيلي للمخرج الكبير يوسف شاهين، يعرض بالتعاون مع شركة أفلام مصر العالمية احتفالًا بمئوية ميلاد شاهين، يوثق الفيلم حقبة مهمة في تاريخ مصر والسوفيت أثناء بناء السد العالي، ويجمع بين الدراما الإنسانية والبعد التسجيلي لرصد تحولات المجتمع المصري والتفاعل مع مشروع قومي غير مجرى التاريخ.
منصة فكرية وفنية متجددة
وأكدت إدارة مهرجان الأقصر للسينما الإفريقية اعتزازها بهذا التعاون، مشددة على أن دمج الفن البصري الراقي مع القضايا الإنسانية والتاريخية يعزز من مكانة المهرجان كمنصة فكرية وفنية متجددة تفتح آفاقًا جديدة للإبداع والتأمل، وتساهم في بناء جسور تعاون ثقافي بين المهرجانات الإفريقية والعالمية.
يُذكر أن الدورة الخامسة عشرة لمهرجان الأقصر للسينما الإفريقية ستقام في الفترة من 30 مارس إلى 5 أبريل 2026، برئاسة شرفية من النجم الكبير محمود حميدة، ورئاسة اللجنة العليا للمنتج والموزع السينمائي جابي خوري، وينظم المهرجان مؤسسة شباب الفنانين المستقلين للدعم والتنمية، بالتعاون مع وزارات الثقافة والسياحة والآثار والشباب والرياضة والخارجية المصرية، وبشراكة مع محافظة الأقصر، ورعاية نقابة السينمائيين، والبنك الأهلي المصري، وشركة أفلام مصر العالمية، ومؤسسة كيميت بطرس غالي للسلام والمعرفة.