استشهاد المصور خالد المدهون من تلفزيون فلسطين أثناء تغطيته في منطقة زكيم شمال غزة

استشهاد المصور خالد المدهون من تلفزيون فلسطين أثناء تغطيته في منطقة زكيم شمال غزة

استُشهد المصور الصحفي خالد المدهون، مصور تلفزيون فلسطين، اليوم السبت، أثناء تأديته لواجبه المهني في تغطية الأحداث الجارية في منطقة زكيم شمال قطاع غزة، بينما كان يتواجد في منطقة توزيع المساعدات الإنسانية.

ويُعتبر الصحفي الشهيد خالد المدهون من رواد دائرة التصوير في تلفزيون فلسطين، حيث بدأ مسيرته الصحفية منذ عام 1995، واستمر في العمل على مدار أكثر من عقدين، قبل أن يتقدم بطلب تقاعد مبكر في عام 2020، لكنه بقي نشطًا في الميدان مؤديًا رسالته الصحفية حتى لحظة استشهاده.

استهداف ممنهج للصحفيين في غزة

منذ بدء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة في أكتوبر 2023، يواجه الصحفيون تحديات كبيرة مع آلة الحرب، حاملين الكاميرات وأقلامهم لنقل الحقيقة من قلب المعاناة.

وقد أكدت تقارير دولية ومراقبون أن استهداف الصحفيين الفلسطينيين لا يتم بشكل عشوائي، بل يأتي ضمن سياسة ممنهجة تهدف إلى إسكات الصوت الفلسطيني، وتحويل ممارسة العمل الصحفي إلى جريمة، وفق ما ورد في تقرير بثته قناة القاهرة الإخبارية.

أكثر من 230 صحفيًا ضحايا العدوان الإسرائيلي

بحسب إحصائيات موثقة، استهدفت قوات الاحتلال الإسرائيلي أكثر من 230 صحفيًا خلال أشهر الحرب، وهو رقم يفوق بثلاثة أضعاف عدد الصحفيين الذين قتلوا إبان الحرب العالمية الثانية، مما يعكس حجم الانتهاكات المرتكبة بحق الجسم الصحفي في غزة.

ويرى محللون أن هذا الاستهداف الممنهج ساهم في فرض عزلة إعلامية على القطاع، ومنع الصحافة الدولية من تغطية الأحداث، مما جعل الرواية الإسرائيلية تتصدر المشهد العالمي في ظل غياب التغطية الميدانية المستقلة.

محاولات لفرض الرواية الإسرائيلية

على الرغم من السماح المؤقت بدخول عدد محدود من الصحفيين الأجانب إلى غزة مؤخرًا، في خطوة تجميلية من الاحتلال الإسرائيلي، فإن الانتهاكات لم تتوقف، حيث أقدمت قوات الاحتلال، بحسب شهود عيان، على استهداف مباشر لمجموعة من الصحفيين قرب مجمع الشفاء، عبر قصف خيمة إعلامية، مما أدى إلى استشهاد ستة صحفيين وإصابة العشرات، في جريمة تعكس خطورة الواقع الذي يواجهه الصحفيون داخل غزة.

وأكد زملاء الشهداء أن استهدافهم لم يكن نتيجة تواجدهم في موقع اشتباك، بل داخل منطقة صحفية معروفة، وهو ما يُظهر أن الاحتلال لا يخشى السلاح بقدر ما يخشى الكاميرا والكلمة.

حرب على الذاكرة والرواية

وشدد الصحفيون العاملون في الميدان على أن هذا الاستهداف يمثل “حربًا ضد الحقيقة”، تهدف إلى محو الرواية الفلسطينية من الذاكرة الجمعية، ومنع وصولها إلى العالم.

وأشاروا إلى أن الاحتلال يسعى لقتل الكلمة قبل أن تُكتب، واستهداف الصورة قبل أن تُبث، في محاولة لطمس الجرائم التي تُرتكب بحق المدنيين في القطاع.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *