خيارات ترامب الضيقة: هل يعود إلى المربع الأول في أزمة أوكرانيا؟
يواجه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تحديًا جديدًا في مساعيه للتوصل إلى حل للنزاع في أوكرانيا، حيث يسيطر هذا الانطباع على أوساط البيت الأبيض بعد تعثر الجهود لعقد قمة بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي
وأفاد مقربون من فريق ترامب بوجود توافق داخل الدائرة المعنية بملف أوكرانيا على خيار الانسحاب المؤقت من الملف في الوقت الحالي، نظرًا لتقييمهم أن هذه الحرب ليست نزاعًا أمريكيًا في الأساس، وأن على الطرفين تحمل مسؤولياتهما والسعي لتحقيق تسوية في أقرب فرصة، ويبدو أن ترامب يشعر بوجود خلل في المسار الحالي
ووفقًا للمصادر القريبة، هناك اعتقاد بأن بوتين ليس مستعدًا حاليًا للذهاب إلى قمة، أو ربما ينتظر ضمان تحقيق مصالحه قبل قبولها، بينما يبدي زيلينسكي تجاوبًا مع جهود ترامب لكنه محاصر بضغط داخلي وخارجي كبير، مما يجعل خياراته التفاوضية محدودة
ويشير المسؤولون في إدارة ترامب إلى أن الطرفين لا يظهران استعدادًا لتقديم تنازلات جوهرية في المرحلة الراهنة قد تؤدي إلى تسوية
منذ قمة حلف شمال الأطلسي في المكتب البيضاوي، لم يحرز الجانب الأمريكي أي تقدم ملحوظ في تقريب وجهات النظر الروسية والأوكرانية، وهذا الوضع دفع وزير الخارجية ومستشار الأمن القومي ماركو روبيو إلى اقتراح إبقاء الباب مفتوحًا أمام الطرفين لمناقشة المبادرات الأمريكية دون تدخل أمريكي مباشر
ويرى روبيو، الذي يعتبر الصوت الأقوى في فريق ترامب، أنه من الأفضل للرئيس ترامب أن يتراجع مؤقتًا ويدع الطرفين يدركان مسؤولياتهما في تحقيق اتفاق بشأن الخطوات القادمة
كما أشار المسؤولون إلى أن فريق ترامب كان يدرك مسبقًا أن مرحلة تفاوض تفاصيل القمة ستكون صعبة، لكنهم لم يتوقعوا غياب الاستعداد لدى الطرفين لتقديم تنازلات
وفقًا لما نقلته المصادر، انتهى فريق ترامب إلى تقييم سلبي لمسار المفاوضات غير المباشرة بين موسكو وكييف، وكان روبيو يصر على أن تبني الولايات المتحدة استراتيجية الانسحاب المؤقت سيكون الخيار الأنسب لحين ظهور مستجدات جديدة على الأرض
ويحظى هذا الرأي بتأييد واضح من ترامب في الوقت الحالي، مما يُلمح إلى وجود ثلاثة خيارات متاحة له خلال الأيام المقبلة
أكد ترامب مرارًا أن فترة الأسبوعين التالية لقمة الأطلسي ستوضح موقف روسيا الحقيقي بشأن السعي إلى اتفاق سلام، ومن ثم سيقرر بين الخيارات التي أعدها مسبقًا
الخيارات الثلاثة لترامب في المرحلة القادمة:
الأول هو العودة إلى فرض عقوبات اقتصادية قاسية وغير مسبوقة على روسيا، مما يعني انتهاء كل المهل التي منحتها واشنطن لموسكو، مع تحرك الكونغرس الأمريكي لاستئناف عمله بعد عطلة الصيف، حيث من المتوقع التصويت على مشروع العقوبات الجديد في مجلس الشيوخ
أو خيار رفع قياسي للرسوم الجمركية على روسيا، أو الجمع بين الرسوم والعقوبات في قرار موحد، وهو إجراء سيكون له تأثير كبير على الاقتصاد الروسي، ويبدو أن ترامب يفكر جدياً في هذا الخيار
أما الخيار الثالث فهو عدم اتخاذ أي قرار، والانسحاب الكامل للولايات المتحدة من الملف الأوكراني، مما يضع على عاتق أوروبا مسؤولية الدعم المالي والعسكري لأوكرانيا، ويترك روسيا تواجه عزلة عالمية مستمرة مع بقاء العقوبات الاقتصادية لفترة طويلة
ويعتبر مسؤولون في إدارة ترامب أن الخيار الثالث قد يكون الأسوأ لجميع الأطراف، مشيرين إلى أن الدور الأمريكي في الوساطة يعد العنصر الحاسم في هذه المعادلة المعقدة التي تضم روسيا وأوكرانيا وأوروبا
لذلك، من المتوقع أن تحمل الفترة التالية لانقضاء الأسبوعين الكثير من المؤشرات الجديدة التي ستحدد مسار الحرب في أوكرانيا ومستقبل الجهود الدبلوماسية الأمريكية فيها