بيلاروس تفكر في تطوير منظومات “Polonez” الصاروخية بخطوة نووية جديدة
أعلنت بيلاروس عن دراسة إمكانية تجهيز منظومات الصواريخ بعيدة المدى “Polonez” برؤوس نووية، مما يمهد الطريق لمرحلة جديدة من التوترات الإقليمية في أوروبا الشرقية، حيث صرح سكرتير مجلس الأمن البيلاروسي ألكسندر فولفوفيتش بأن مدى هذه الصواريخ قد زاد من 200 إلى 300 كيلومتر، مما يجعلها سلاحًا دقيقًا وعابرًا للحدود التقليدية
كما أشار فولفوفيتش إلى إمكانية دمج “Polonez” مع تكنولوجيا أخرى، مما قد يفتح المجال لتطوير منظومة صاروخية مشتركة مع روسيا، وقد تم تحديث “Polonez” بنجاح داخل المصانع البيلاروسية بعد أن تم تطويرها بالتعاون مع الصين
لا تهديد مباشر لأي طرف
رغم تأكيد فولفوفيتش أن هذه الخطوات “ليست تهديدًا مباشرًا لأي طرف”، إلا أن السياق الجيوسياسي يشير إلى أنها تأتي ردًا على انتشار قوات الناتو المتزايد قرب الحدود البيلاروسية، حيث ترى مينسك أن الأسلحة النووية التكتيكية منخفضة القوة تمثل ضرورة لتعويض نقاط الضعف في ترسانتها التقليدية
تحالف نووي مع موسكو
وقد دخلت بيلاروس في شراكة نووية مع روسيا، حيث تم نشر رؤوس نووية روسية على أراضيها، في نموذج مشابه لترتيبات الناتو مع بعض حلفائه، وتُعتبر صواريخ “إسكندر-إم” الروسية الوسيلة الرئيسية لتنفيذ ضربات نووية محتملة في حال حدوث مواجهة واسعة مع الحلف الغربي
أيضًا، تعمل بيلاروس حاليًا على تطوير منظومات صواريخ باليستية محلية الصنع بالتعاون مع روسيا، ومن المتوقع أن يبدأ نشر صواريخ “أوريشنك” متوسطة المدى بحلول نهاية 2025، حيث تمثل “Polonez” المزودة برؤوس نووية المستوى الثالث في الترسانة البيلاروسية، إلى جانب صواريخ “إسكندر-إم” و”أوريشنك”، مما يضع بيلاروس على خريطة الدول ذات القدرة النووية متعددة الطبقات
تصاعد التوترات مع دول الناتو
ويأتي هذا التصعيد في وقت تتزايد فيه التوترات والمخاوف الأمنية لدى بيلاروس، خاصة بعد إعلان ألمانيا تدشين لواء مدرع جديد في ليتوانيا، مما اعتبرته مينسك تهديدًا مباشرًا لحدودها الغربية، كما ضاعفت بولندا إنفاقها الدفاعي بشكل كبير، في خطوة فُسّرت على أنها جزء من سباق تسلح إقليمي يفاقم الضغط العسكري على بيلاروس
وتسعى بيلاروس لتعزيز قدراتها الاستراتيجية غير التقليدية في مواجهة تزايد النفوذ العسكري للناتو، وسط مؤشرات على دخول المنطقة مرحلة جديدة من سباق التسلح النووي المحدود