ماكرون يوجه رسالة لنتنياهو: توقف عن الهروب إلى الأمام وواجه إهانة بلدك

اعتبر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن الاتهامات التي وجهها رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى فرنسا بالتقاعس في مواجهة معاداة السامية تُعد إهانة للبلاد بأسرها، ودعا نتنياهو إلى التوقف عن ما وصفه بـ”الهروب القاتل نحو الأمام” في قطاع غزة، وذلك في رسالة نشرتها صحيفة “لوموند”.
وقال ماكرون في رسالته: “إن اتهامات التقاعس هذه في مواجهة آفة نكافحها بكل ما أوتينا من قوة غير مقبولة، وتشكل إهانة لفرنسا بأكملها”، مؤكدًا على أهمية عدم تسييس جهود مكافحة معاداة السامية.
وأضاف ماكرون في رسالته لنتنياهو: “أدعوك بشكل رسمي إلى وقف الهروب القاتل وغير القانوني إلى الأمام في حرب مستمرة في غزة، حيث تعرض بلدكم للمهانة وتدفع بشعبكم نحو طريق مسدود، كما أطالبك بالتوقف عن إعادة الاستيطان غير القانونية وغير المبررة في الضفة الغربية”.
واشنطن: باريس لا تتخذ خطوات كافية لمواجهة تصاعد معاداة السامية
في سياق متصل، أكدت الولايات المتحدة دعمها الكامل لتصريحات سفيرها في فرنسا، تشارلز كوشنر، الذي اتهم الحكومة الفرنسية بعدم اتخاذ خطوات كافية لمواجهة تصاعد معاداة السامية، وذلك عقب استدعائه رسميًا من قبل وزارة الخارجية الفرنسية.
وقال المتحدث باسم الخارجية الأمريكية، تومي بيجوت: “ندعم تصريحات السفير كوشنر، الذي يمثل حكومتنا في باريس ويلعب دورًا مهمًا في الدفاع عن مصالح بلادنا”.
من الجدير بالذكر أن تشارلز كوشنر، والد جاريد كوشنر صهر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، تم تعيينه في منصب السفير ضمن إدارة ترامب الثانية، مما يضفي طابعًا سياسيًا على تصريحاته الأخيرة.
من جانبها، اعتبرت وزارة الخارجية الفرنسية تصريحات كوشنر غير مقبولة وتمس بالسيادة الوطنية، مشددة في الوقت ذاته على إصرار باريس على مواصلة جهود مكافحة معاداة السامية.
وأوضحت الخارجية الفرنسية أن جرائم معاداة السامية في البلاد ارتفعت بشكل كبير، حيث سجلت 436 حادثة في عام 2022، و1,676 حادثة في عام 2023، و1,570 حادثة حتى عام 2024، ما يعكس مدى التزام السلطات الفرنسية بمواجهة هذه الظاهرة دون الحاجة إلى توجيه خارجي.