انطلقت فعاليات مؤتمر جمعية أصدقاء مرضى الأورام في دورته السابعة بعنوان «FOCUS 7 – Delta 4»، بمشاركة واسعة من أساتذة وخبراء علاج الأورام في محافظات الدلتا، لمناقشة أحدث مستجدات علم الأورام وتعزيز التعاون بين المبادرات الرئاسية والمنظومة العلاجية في المستشفيات الجامعية.
قال الدكتور هشام توفيق، رئيس مجلس إدارة الجمعية ورئيس المؤتمر، إن المؤتمر يهدف لربط البحث العلمي بالتطبيق العملي، مشيرًا إلى أن اسم Delta 4 يعكس استهداف جامعات ومراكز أورام الدلتا، مثل المنوفية وطنطا وكفر الشيخ والمنصورة والزقازيق، بالإضافة إلى مراكز أورام طنطا وكفر الشيخ ودمياط، ويُعقد تحت رعاية جامعة طنطا والمبادرات الرئاسية للأورام، بمشاركة أكثر من 300 طبيب من مختلف التخصصات.
أحد أبرز نتائج المؤتمر هو إطلاق Focus Academy، التي تهدف لتدريب الأطباء الشباب على التعامل العلمي مع مرضى الأورام، من خلال تحديد الفحوصات والتحاليل الضرورية فقط، مما يضمن أقصى استفادة علاجية ويقلل الهدر في الموارد. كما تركز الجهود على توعية المجتمع بعوامل الخطورة المسببة للسرطان، مثل التدخين وتلوث البيئة وسوء التغذية، حيث أن التعامل مع هذه العوامل مبكرًا يعد خطوة أساسية للوقاية وتقليل الإصابات على المدى الطويل.
في سياق البيانات، أشار الدكتور حمدي عبد العظيم، أستاذ علاج الأورام بجامعة القاهرة، إلى تسجيل نحو 150 ألف حالة إصابة جديدة بالسرطان سنويًا في مصر، بمعدل 166.1 حالة لكل 100 ألف نسمة. سرطان الثدي يتصدر الإصابات بين النساء، يليه سرطان الكبد والأورام الليمفاوية، بينما أورام الكبد هي الأكثر شيوعًا بين الرجال.
أكد عبد العظيم أن الكشف المبكر، خاصة في حالات سرطان الثدي، يُحدث فرقًا كبيرًا في نسب الشفاء ويقلل من شدة العلاج، مشددًا على أهمية دمج المبادرات الرئاسية مع العمل اليومي بالمستشفيات لتحسين النتائج العلاجية.
من جهته، أوضح الدكتور محمد عبد الله، رئيس أقسام الأورام بكلية طب قصر العيني، أن أورام الجهاز الهضمي، مثل القولون والكبد والبنكرياس، تمثل جزءًا كبيرًا من خريطة السرطان في مصر، مشيرًا إلى أن المشكلة تكمن في تأخر اكتشاف المرض بسبب تجاهل الأعراض لفترات طويلة، مما يؤدي لتشخيص متأخر.
وفيما يتعلق بالوقاية، أكد الدكتور عماد حماد، رئيس اللجنة العلمية للمبادرات الرئاسية للأورام، أن الدراسات تشير إلى أن 40% من حالات السرطان يمكن الوقاية منها عبر التحكم في عوامل الخطورة وتغيير الأنماط الحياتية غير الصحية، مشيرًا إلى أن المبادرات الرئاسية ساهمت في تحسين الصحة العامة من خلال توسيع نطاق الكشف المبكر وزيادة الوعي بعوامل الخطر.
أضاف حماد أن الانتقال من التركيز على الكشف والعلاج المبكر إلى مفهوم الوقاية الاستباقية يُعد نقلة نوعية في إدارة ملف السرطان، حيث ساهم الربط بين المبادرات والمستشفيات الجامعية في توحيد الرسائل الصحية وتحسين الصحة العامة.
الدكتور عمر غنام، أستاذ علاج الأورام بجامعة طنطا، أكد أن تأهيل الأطباء الشباب ونقل الخبرات يمثل خط الدفاع الأول لتحسين نتائج علاج السرطان، بينما أشارت الدكتورة هبة الظواهري إلى أن نقل المعرفة من الخبراء إلى الأطباء الشباب يُحسن دقة التشخيص وسرعة بدء العلاج.
الدكتورة أمنية عبد الفتاح، أستاذة جراحة أورام في طنطا، أكدت أن تمكين الأطباء في المستشفيات الجامعية من تطبيق التقنيات الحديثة يسهم في توحيد مستوى الخدمة الطبية بين المحافظات، مما يضمن وصول المريض للعلاج المناسب في الوقت الصحيح.

