تعتبر صلاة قيام الليل من أبرز العبادات التي تقرب العبد إلى ربه، لما تحمله من معانٍ عميقة وما تزرعه في القلب من سكينة وطمأنينة، حيث أكدت دار الإفتاء أن هذه الصلاة كانت شعار الصالحين وسنة المتقين، إذ يجد المؤمن فيها خلوة صادقة مع الله بعيدًا عن ضجيج الحياة، مما يفتح أبواب الرحمة ويضاعف البركات.
وأوضحت الدار في فتوى لها أن فضل قيام الليل ثابت بنصوص القرآن والسنة النبوية، حيث أثنى الله تعالى على عباده الصالحين بقوله: «يبيتون لربهم سجدًا وقيامًا»، كما حث النبي صلى الله عليه وسلم على هذه العبادة، موضحًا أنها من علامات إخلاص المؤمن وشرفه.
كما أشارت الإفتاء إلى أن المداومة على قيام الليل تساعد في تفريج الهموم وقضاء الحاجات واستجابة الدعاء وزيادة الرزق ورفعة الدرجات، وذلك لما يصاحبها من صدق التوجه وحضور القلب بين يدي الله.
ولفتت دار الإفتاء إلى أن الثلث الأخير من الليل يُعتبر من أفضل أوقات الإجابة، حيث ورد في الحديث الشريف أن الله سبحانه وتعالى يتنزل إلى السماء الدنيا في هذا الوقت، وينادي عباده: «هل من سائل فأعطيه؟ هل من مستغفر فأغفر له؟»، وأوضحت أن الدعاء في قيام الليل لا يقتصر على صيغة معينة، بل يمكن للمسلم الدعاء بما يشاء من خيري الدنيا والآخرة، ومن الأدعية المستحبة:
«اللهم إنك عفو كريم تحب العفو فاعفُ عني»
«اللهم اهدِ قلبي، واشرح صدري، واقضِ حوائجي»
«اللهم ارزقني من حيث لا أحتسب، واصرف عني الهم والحزن».
وأكدت دار الإفتاء أن ركعتين في جوف الليل تكفيان لنيل هذا الأجر العظيم، مشددة على أهمية جعل قيام الليل عبادة مستمرة لما فيها من نور يهدي الخطى وطمأنينة تملأ النفس، وقوة تعين المسلم على مواجهة متاعب الحياة بثبات ويقين.

