أُطلق «ميثاق الفتوى والكرامة الإنسانية» خلال الجلسة الختامية للندوة الدولية الثانية للأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، التي عُقدت يومي 15 و16 ديسمبر الجاري في القاهرة برعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي.
الندوة الدولية لدار الإفتاء
أعلن الدكتور محمود عبد الرحمن، عضو المكتب الفني لمفتي الجمهورية، عن الميثاق في ظل الأزمات الإنسانية التي يعاني منها العالم. أكد أن الحروب والصراعات والفقر والجهل تهدد كرامة الإنسان وحقوقه الأساسية. أشار إلى ضرورة أن تلعب المؤسسات الإفتائية دورًا في حماية كرامة الإنسان وتقديم حلول شرعية للمشكلات المعاصرة، مع الالتزام بمقاصد الشريعة الإسلامية التي تركز على الرحمة والعدل.
ميثاق الفتوى والكرامة الإنسانية
أوضح الدكتور عبد الرحمن أن الميثاق يأتي في إطار تكريم الله للإنسان، مشددًا على أهمية احترام إنسانية الأفراد. أكد أن الخطاب الإفتائي يجب أن يسهم في تعزيز حقوق الإنسان وحمايته من الاستغلال. لذلك، يهدف «ميثاق الفتوى والكرامة الإنسانية» إلى إعادة الفتوى إلى مكانتها كخطاب إنساني وأخلاقي، متفاعلًا مع تعقيدات الواقع المعاصر.
أشار إلى أن الميثاق جاء في وقت تتزايد فيه النزاعات المسلحة والعنف. لذا، يجب أن يقدم خطابًا جامعا يؤكد أن حفظ الكرامة الإنسانية هو مقصد أصيل من مقاصد الشريعة. كما ينص الميثاق على تحريم استهداف المدنيين ورفض استخدام الفتوى لتبرير العنف، مع التأكيد على أهمية السلم المجتمعي.
أوضح أن الميثاق يحدد معايير واضحة لضبط الخطاب الإفتائي في مجالات الصحة ومكافحة الفقر وحفظ الهوية الثقافية. كما يعيد تعريف دور الفتوى كشريك فاعل في بناء الإنسان وليس كأداة وصاية.
اختتم الدكتور عبد الرحمن كلمته بالتأكيد على أهمية تحويل مبادئ الميثاق إلى ممارسة مؤسسية. دعا العلماء والمفتين إلى تحمل مسؤولية العلم والأثر، مشيرًا إلى أن الكلمة الشرعية تمثل موقفًا أخلاقيًا وشهادة أمام الله والتاريخ.

