يستعد صندوق مكافحة وعلاج الإدمان والتعاطي لتنفيذ مبادرة رحلة عزيمة لحماية الأطفال في قرى المبادرة الرئاسية حياة كريمة من التدخين وتعاطي المواد المخدرة بعد اختيار الأمم المتحدة مصر كأول دولة على مستوى العالم لتطبيق البرنامج الدولي لتعزيز أنظمة الوقاية الموجهة للأطفال CHAMPS.
تعتبر مصر الدولة الأولى التي أعلنت عن تنفيذ البرنامج الدولي الذي يتبناه مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة وتستهدف المبادرة توعية أطفال المناطق الريفية في الفئة العمرية من 8 إلى 12 عاماً بمخاطر المخدرات داخل 1280 قرية من قرى المبادرة الرئاسية حياة كريمة خلال عام 2026.
عددت الدكتورة مايا مرسي وزيرة التضامن الاجتماعي مزايا المبادرة موضحة أنها تركز على تعزيز أنظمة الوقاية الموجهة للأطفال لحمايتهم من المشكلات الخطرة التي تواجه المجتمع مثل المخدرات والجريمة والعنف حيث إن هذه القضايا العالمية باتت تهدد السلم المجتمعي بشكل مقلق وأشارت إلى أن مصر هي أول دولة على مستوى العالم تبدأ في الإعلان والتنفيذ الرسمي لهذه المبادرة الدولية التي تشمل في مرحلتها الأولى 10 دول رائدة مما يعكس الدور المحوري لمصر في هذا المجال.
تأتي المبادرة وفقاً لتقرير تلقته وزيرة التضامن اتساقاً مع أهداف وأنشطة المبادرة الرئاسية بداية جديدة لبناء الإنسان المصري وسعيها للاستثمار في رأس المال البشري لتحقيق التنمية المستدامة وتحسين جودة الحياة للإنسان المصري صحياً واجتماعياً وتعليمياً وتشمل تنفيذها المناطق المطورة بديلة العشوائيات والتي تمثل أحد أهم مشروعات الدولة للاستثمار في البشر كما حرصت مصر على تحقيق الاستدامة لهذه المبادرة من خلال تضمينها كمكون رئيسي بالاستراتيجية القومية لمكافحة المخدرات.
وحول الإعداد للمبادرة ذكرت وزيرة التضامن أنه تم الإعداد بالشراكة مع كافة الجهات الوطنية المعنية مثل وزارة الصحة والسكان ووزارة التربية والتعليم بالإضافة إلى المجلس القومي للمرأة والمجلس القومي للطفولة والأمومة والشريك الدولي مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة.
وحول أهمية المبادرة قالت الدكتورة غادة والي وكيل السكرتير العام للأمم المتحدة والمدير التنفيذي لمكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة سابقاً إن فئة الشباب والأطفال هي الأكثر عرضة لمخاطر المخدرات حيث تعتبر المواد والأساليب الجديدة أكثر إغراءً لهم ومرحلة المراهقة هي من أخطر المراحل العمرية لبدء التعاطي وللأضرار المرتبطة بالمخدرات وتعد الوقاية هي الوسيلة الأمثل لحماية الأجيال القادمة وتحقيق نتائج مستدامة.
وشددت والي على ضرورة أن تكون الوقاية مبنية على أسس علمية حيث تعتمد الوقاية على معايير محددة تركز على الشخص وتعالج نقاط الضعف في مختلف أعمار النمو من خلال الاستثمار في الوقاية القائمة على الأدلة العلمية يمكن تغيير المسار التنموي للأطفال بشكل إيجابي.
وحول الأسباب التي اختارت على أساسها الأمم المتحدة مصر لتنفيذ المبادرة قال الدكتور عمرو عثمان مدير صندوق مكافحة وعلاج الإدمان والتعاطي لدينا العديد من المقومات مثل نظم للوقاية من المخدرات وبنية تحتية لاستيعاب أنشطة الوقاية ووجود كوادر مدربة على أعلى مستوى.
وعن منهجية التنفيذ أوضح عثمان أنها تعتمد على ورش حكي ومناقشات تفاعلية وتعلم نشط حيث يقلل كل دولار يتم إنفاقه في التوعية من تكاليف العلاج الباهظة ويجنب الأفراد والمجتمعات الآثار الاجتماعية والصحية المدمرة للمخدرات.
وأشار عثمان إلى أن العلاقة بين التوعية والوقاية علاقة تكاملية حيث لا يمكن أن تكون الوقاية فعالة بدون توعية كما أن علم الوقاية لا ينظر للتعاطي كحدث معزول بل يوفر فهماً كاملاً للعوامل التي تجعل الأفراد عرضة للشروع في تعاطي المواد المخدرة.
وأوضح مدير الصندوق أنه يتم تنفيذ العديد من الأنشطة لرفع الوعي بخطورة تعاطي المواد المخدرة في المناطق المطورة مثل حي الأسمرات وحدائق أكتوبر والمحروسة وغيرها من المناطق تنفيذاً لتكليفات رئيس الجمهورية.
وأكد أن البرامج التوعوية تستهدف تعزيز الوعي والتثقيف الأسري بما يكفل تمكين أفراد المجتمع من مواجهة مشكلة المخدرات وحماية الفئات المختلفة من الوقوع في براثن الإدمان.

