قال الدكتور تامر أبو بكر، عضو مجلس إدارة هيئة الثروة المعدنية ورئيس غرفة البترول باتحاد الصناعات، إن مصر تمتلك مقومات قوية تؤهلها لتكون لاعبًا مهمًا في مجال التعدين والمعادن الأرضية النادرة. وأكد أن الموقع الجغرافي المتميز والجيولوجيا المعروفة تاريخيًا بالإضافة إلى توافر الكوادر البشرية المؤهلة تعد من أبرز هذه المقومات. وأوضح أن التحدي الحقيقي يكمن في امتلاك التكنولوجيا اللازمة للاستخلاص والتصنيع.

وأضاف أبو بكر، خلال حواره مع الإعلامي محمود السعيد ببرنامج «ستوديو إكسترا» المذاع على قناة «إكسترا نيوز»، أن الدخول الحقيقي في هذا القطاع يتطلب خطة زمنية واضحة تتكون من ثلاث مراحل. المرحلة الأولى قصيرة الأجل تمتد من عام إلى ثلاثة أعوام لبناء قواعد البيانات وجذب الشركات الصغيرة والمتوسطة للاستكشاف. تليها مرحلة متوسطة من 7 إلى 15 عامًا لتوطين التكنولوجيا، ثم مرحلة طويلة الأجل تتجاوز 15 عامًا لتحقيق صناعة تعدين متكاملة.

وأشار إلى أن مصر تمتلك تواجدًا فعليًا للعناصر النادرة في عدة مواقع، منها الرمال السوداء التي تمتد نحو 400 كيلومتر بالساحل الشمالي ومناجم الفوسفات مثل أبو طرطور، بالإضافة إلى مخلفات بعض الصناعات. وأكد أن المشكلة ليست في وجود الخام بل في القدرة على استخلاصه اقتصاديًا.

وشدد أبو بكر على أن الهدف النهائي لا يجب أن يقتصر على تصدير الخام بل تعظيم القيمة المضافة عبر التصنيع المحلي. أوضح أن تحويل المعدن الخام إلى منتج صناعي يمكن أن يضاعف قيمته عدة مرات. لفت إلى أن نتائج أولية يمكن أن تظهر خلال 3 إلى 5 سنوات إذا جرى العمل بجدية، بينما تظل صناعة التعدين بطبيعتها استثمارًا طويل الأمد.