مع بداية شهر رجب، أحد الأشهر الحرم، يتزايد اهتمام المسلمين بمعرفة الأعمال المستحبة التي تقربهم إلى الله وتعدهم لاستقبال شهر رمضان، حيث أوضح الشيخ عمرو الورداني عبر قناة الناس مجموعة من الطاعات المستحبة في شهري رجب وشعبان، اللذين يشكلان مع رمضان مثلث البركة والرحمة.

الاستعداد لشهر رمضان

أكد الشيخ عمرو الورداني أن الهدف من الأعمال الصالحة في شهري رجب وشعبان هو تهيئة القلب للحضور مع الله، مما يساعد الإنسان على الاستعداد روحياً ونفسياً لدخول شهر رمضان، فكلما كان العبد قريباً من الله في هذين الشهرين، زادت قدرته على اغتنام نفحات رمضان.

وأشار الورداني إلى أن الكثير من الناس يربطون التدين في هذه الفترة بالإكثار من الصيام فقط، مؤكداً أن الصيام عبادة عظيمة، لكنه ليس العبادة الوحيدة، فشهر رجب، الذي وقعت فيه حادثة الإسراء والمعراج، يُستحب فيه الإكثار من النوافل بمختلف أنواعها.

6 طاعات مستحبة في شهر رجب

أوضح الشيخ عمرو الورداني أن هناك 6 طاعات مستحبة في شهر رجب، وهي من أفضل القربات في رجب وشعبان، أبرزها:

– المحافظة على الصلاة والإكثار من النوافل، فالصلاة صلة مباشرة بين العبد وربه.

– الإكثار من الذكر، لما له من أثر عظيم في إحياء القلب وتقوية الصلة بالله.

– الصيام، خاصة لمن اعتاد عليه، دون إلزام أو مشقة.

– صلة الأرحام، لما فيها من بركة في العمر والرزق.

– الإحسان إلى الناس، فالإيمان الحقيقي ما وقر في القلب وصدقه العمل.

– الصدقة وإطعام الطعام، وهما من أهم العبادات في الوقت الحالي، لما لهما من أثر مباشر في رفع البلاء ونشر الرحمة.

العمل الذي يحيا به القلب

وشدد على قاعدة مهمة، وهي أن أفضل الأعمال هي تلك التي يجد فيها الإنسان قلبه، مستشهداً بقول النبي ﷺ: «الإيمان ما وقر في القلب وصدقه العمل»، فكل عبادة تُحيي القلب وتزيد القرب من الله، فهي من أفضل الأعمال، سواء في رجب أو شعبان أو غيرهما من الشهور

مضاعفة الأجر في الأشهر المباركة

وأوضح أن الأجور تتضاعف في هذه الأشهر، فكل إحسان يقدمه الإنسان للناس يقابله الله بزيادة في البركة والنور، مستشهداً بقوله تعالى: «هل جزاء الإحسان إلا الإحسان»، فكما أحسن الله إلى عباده بنعمة الصلاة، يكون من الوفاء شكر هذه النعمة بالإحسان إلى خلقه

شهر رجب هو بداية رحلة روحية نحو رمضان، وأفضل ما يعين المسلم فيها هو تنويع العبادات بين الصلاة، والصيام، والذكر، والصدقة، وصلة الأرحام، مع إخلاص النية وحضور القلب، فبهذا الاستعداد، يدخل المؤمن شهر رمضان وهو أقرب إلى الله، وأكثر استعداداً لنفحاته وبركاته.