واصلت مصر تعزيز مكانتها كقوة زراعية مؤثرة على خريطة التجارة العالمية خلال عام 2025، حيث سجلت الصادرات الزراعية رقمًا قياسيًا بلغ نحو 9 ملايين طن حتى منتصف ديسمبر، وهو أعلى مستوى تاريخي للبلاد.

هذا الإنجاز يعكس النمو المستمر في حجم الصادرات مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي، حيث ارتفعت بنحو 750 ألف طن، نتيجة لسياسات حكومية داعمة وجهود مكثفة لفتح أسواق جديدة، بالإضافة إلى السمعة المتزايدة للمنتج الزراعي المصري من حيث الجودة والالتزام بالمعايير الدولية والأسعار التنافسية.

الموالح تتصدر يليها البطاطس والبطاطا

وفقًا للتقارير الرسمية الصادرة عن وزارة الزراعة، تصدرت الموالح المصرية قائمة الصادرات بإجمالي 2.2 مليون طن، تلتها البطاطس الطازجة في المركز الثاني بنحو 1.3 مليون طن، بينما جاءت البطاطا في المركز الثالث بإجمالي صادرات بلغ 328 ألف طن.

وشهدت محاصيل أخرى أداءً قويًا، حيث حققت الفاصوليا صادرات قدرها 312 ألف طن، وحقق البصل الطازج 282 ألف طن، والعنب 191 ألف طن، والرمان 154 ألف طن، بينما بلغ حجم صادرات المانجو 122 ألف طن، مع ارتفاع الطلب الخارجي على محاصيل مثل الطماطم والثوم والفراولة والجوافة وغيرها.

وزير الزراعة: طفرة الصادرات نتيجة عمل مؤسسي متكامل

أكد الدكتور علاء فاروق، وزير الزراعة واستصلاح الأراضي، أن هذا الارتفاع القياسي يعكس نجاح الدولة في تنفيذ استراتيجية واضحة تستهدف رفع كفاءة الإنتاج الزراعي وتعزيز القدرة التنافسية للمنتج المصري عالميًا، مشيرًا إلى أن تحسين الجودة وتطبيق برامج مكافحة الآفات والتوسع في الممارسات الزراعية الجيدة كانت عوامل حاسمة في هذا النجاح.

وأوضح أن تصدر الموالح والبطاطس لقائمة الصادرات يعكس قوة هذه المحاصيل في الأسواق الدولية، خاصة مع التوسع في التصدير إلى أوروبا والدول العربية، لافتًا إلى أن البطاطا سجلت أعلى مستوى تصديري لها خلال السنوات الأخيرة بفضل دخول أسواق جديدة في آسيا وأوروبا الشرقية.

ثقة عالمية في المنتج المصري

وأشار إلى أن النمو الكبير في الصادرات يمثل شهادة دولية على مصداقية وجودة المنتجات الزراعية المصرية، مؤكدًا أن الالتزام بالمعايير الصحية وسلامة الغذاء عزز ثقة الأسواق العالمية، ورسّخ مكانة مصر كمصدر قادر على تلبية احتياجات الأسواق ذات الاشتراطات الصارمة.

وذكر أن الوزارة تعمل بالتنسيق مع الجهات المعنية على إزالة أي معوقات تواجه المصدرين، سواء كانت لوجستية أو إجرائية، مع تنفيذ خطة متكاملة لتطوير سلسلة القيمة الزراعية من الحقل وحتى التصدير، بما يشمل تحديث نظم الري والتوسع الأفقي وتبني أساليب الزراعة الحديثة.

الزراعة محرك رئيسي للنمو الاقتصادي

وشدد فاروق على أن قطاع الزراعة أصبح أحد أهم محركات النمو الاقتصادي، ويسهم بقوة في توفير النقد الأجنبي ودعم استقرار الاقتصاد الوطني، مؤكدًا أن طفرة الصادرات ليست إنجازًا مؤقتًا، بل نتيجة تراكُم جهود الدولة والمزارعين والقطاع الخاص والحجر الزراعي والمعامل المرجعية.

الحجر الزراعي.. ركيزة الثقة العالمية

من جانبه، أوضح الدكتور محمد المنسي، رئيس الإدارة المركزية للحجر الزراعي، أن مصر تُصدر حاليًا 405 سلع زراعية إلى 160 دولة حول العالم، وهو ما يعكس الانتشار الواسع للمنتجات المصرية في أسواق متنوعة.

وأكد أن منظومة الحجر الزراعي تلعب دورًا محوريًا في حماية الثروة الزراعية وضمان مطابقة الصادرات للاشتراطات الدولية، من خلال الفحص الدقيق وتحليل العينات ومتابعة متبقيات المبيدات والتأكد من سلامة التعبئة والتغليف.

وأشار إلى أن الإجراءات الصارمة أسهمت بشكل كبير في خفض معدلات رفض الشحنات الخارجية، ورفعت من قيمة المنتجات المصرية في الأسواق العالمية، لافتًا إلى أن الحجر الزراعي لا يقتصر دوره على الرقابة فقط، بل يمتد إلى التفاوض الفني لفتح أسواق جديدة أمام المنتجات المصرية في آسيا وأوروبا وإفريقيا.

وأكد المنسي على أن السمعة الإيجابية التي تتمتع بها الصادرات الزراعية المصرية اليوم جاءت نتيجة التزام كامل بمعايير الأمن الغذائي العالمية، وهو ما انعكس على زيادة الطلب الخارجي وتعظيم العائد الاقتصادي للدولة.