أكدت دار الإفتاء المصرية أن شهر رجب يعد من الأشهر الحرم التي خصها الله بمكانة رفيعة في الإسلام وأوضحت أن تعظيم هذه الأشهر مستند إلى القرآن والسنة وإجماع علماء الأمة حيث ذكر الله الأشهر الحرم في قوله إن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرا في كتاب الله يوم خلق السماوات والأرض منها أربعة حرم وهي ذو القعدة وذو الحجة والمحرم ورجب.
وأضافت الإفتاء عبر موقعها الرسمي أن السنة النبوية أكدت مكانة رجب حيث روى الإمامان البخاري ومسلم عن أبي بكرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال السنة اثنا عشر شهرا منها أربعة حرم ثلاثة متواليات ذو القعدة وذو الحجة والمحرم ورجب مضر الذي بين جمادى وشعبان.
وأشارت دار الإفتاء إلى أن الأشهر الحرم تعد من أشرف شهور العام حيث يزداد فيها فضل الطاعات والتحذير من المعاصي وأكدت أن شهر رمضان يبقى الأفضل على الإطلاق لكن الأشهر الحرم لها منزلة عظيمة ينبغي تعظيمها وأضافت أن العرب في الجاهلية كانوا يعظمون شهر رجب بشكل خاص حيث كثرت أسماؤه دلالة على شرفه ومكانته ومن أسمائه الفرد لأنه جاء منفردا بين الأشهر الحرم والأصم لأنهم كانوا يعطلون فيه القتال فلا يُسمع فيه صوت السلاح وهو ما يدل على علو شأنه منذ القدم.
وبينت دار الإفتاء أن عددًا من كبار العلماء أفردوا مؤلفات خاصة في بيان فضل شهر رجب مثل الإمام ابن دحية الكلبي والحافظ ابن حجر العسقلاني والحافظ ابن رجب الحنبلي حيث جمعوا ما ورد من الأحاديث والآثار المتعلقة بفضائله مع بيان صحيحها من ضعيفها.
كما استشهدت دار الإفتاء بما ورد في السنة من الإشارة إلى فضل رجب من خلال حديث سيدنا أسامة بن زيد رضي الله عنهما حين سأل النبي صلى الله عليه وآله وسلم عن كثرة صيامه في شعبان فقال ذلك شهر يغفل الناس عنه بين رجب ورمضان وهو ما يدل كما أوضح الحافظ ابن حجر على وجود ارتباط وفضل خاص لشهر رجب وكونه محطة إيمانية تهيئ النفوس لاستقبال رمضان.
واختتمت دار الإفتاء بالتأكيد على أن شهر رجب فرصة عظيمة للإكثار من الطاعات والتوبة الصادقة وترك المعاصي وتعظيم ما عظمه الله سائلة المولى عز وجل أن يوفق المسلمين لاغتنام فضائله وأن يبلغهم شهر رمضان وهم في خير حال.

