قال مصطفى رحومة رئيس القطاع السياسي بجريدة الوطن إن الحوار الذي أجرته الجريدة مع قداسة البابا تواضروس الثاني جاء في توقيت بالغ الأهمية تزامنًا مع الذكرى الثالثة عشرة لتجليس قداسته على الكرسي البابوي وفي أعقاب سلسلة من الاجتماعات الكنسية والدولية المهمة التي استضافتها مصر.

وأضاف رحومة خلال مداخلة مع قناة سي تي في أن الجريدة سعت إلى هذا الحوار منذ فترة طويلة انطلاقًا من قناعتها بأهمية الاستماع إلى رؤية قداسة البابا تجاه القضايا الوطنية والكنسية والإنسانية مشيرًا إلى أن فلسفة الحوار ارتكزت على ثلاثة محاور رئيسية هي الأرض والإنسان والمستقبل.

وأوضح أن محور الأرض تناول مصر باعتبارها وطنًا يواجه تحديات إقليمية ودولية معقدة بينما ركز محور الإنسان على المواطن المصري بوجه عام والمواطن القبطي بوجه خاص وتساؤلاته التي يلجأ بها إلى الكنيسة بينما استعرض محور المستقبل رؤية قداسة البابا الحكيمة لمستقبل الوطن والكنيسة.

وأشار رحومة إلى أن قداسة البابا قدّم خلال الحوار رسائل وطنية واضحة مؤكدًا أن مصر لم تغب يومًا عن حديثه وأن التعايش بين المصريين ممارسة يومية راسخة وليست مجرد شعار سياسي مشددًا على أن الأزمات التي مرَّت بها الدولة كشفت عن معادن المصريين.

وتطرق الحوار إلى ملف حقوق الإنسان حيث أكد البابا تواضروس وجود تقدم ملموس مع الإقرار بأن الطريق ما زال يحتاج إلى استكمال كما تناول مفهوم المواطنة مشددًا على أنها تسير في الاتجاه الصحيح وأبرز الحوار أيضًا دور مصر الإقليمي والدولي ووحدة المصريين التي يحرص البابا على التأكيد عليها باستمرار.

وفيما يتعلق بالملف الكنسي أوضح رحومة أن الحوار تناول بعض الانتقادات المثارة عبر وسائل التواصل الاجتماعي إذ أكد قداسة البابا تمسك الكنيسة القبطية الأرثوذكسية بصون العقيدة مشددًا على أن الكنيسة حارسة نيقية وثوابتها ممتدة منذ ألفي عام وأن أي تطوير يقتصر على الأدوات ووسائل التواصل وليس جوهر العقيدة.

وأكد البابا بحسب رحومة أن الكنيسة ثابتة لا تهتز بالشائعات وأنها تسعى لتعزيز دورها ودور مصر عالميًا من خلال الاجتماعات والفعاليات الكنسية الدولية التي تشهدها البلاد.

وعن رؤيته الشخصية للتاريخ أعرب قداسة البابا عن أمله في أن يُذكر باعتباره حافظًا لسلام الوطن والكنيسة كما كشف عن ثلاث وصايا وجهها لخليفته المستقبلي تتمثل في الحفاظ على سلام الكنيسة ودعم المحتاجين والاهتمام بالتعليم.

كما أوضح البابا موقفه من منتقديه مؤكدًا أن بابه مفتوح للحوار وأنه لا يتخذ أي قرار إلا بعد صلاة ومشورة مشددًا على أن التعامل مع مثيري القلق يتم عبر الشرح والتوضيح وليس الصدام مع الحرص على الصلاة من أجل الجميع.