أكد مرصد الأزهر لمكافحة التطرف أن تقارير نشرتها صحيفتا «هآرتس» و«زمان» العبريتان، استنادًا إلى بيانات من منظمات حقوقية، كشفت عن معاناة إنسانية كبيرة يعيشها الشعب الفلسطيني خلال العامين الماضيين، ووصفتها بأنها الأعلى منذ عام 1967، في ظل استمرار الحرب والحصار والانتهاكات المتكررة للقانون الدولي.

أوضحت التقارير أن الحرب على قطاع غزة أسفرت عن استشهاد أكثر من سبعين ألف فلسطيني معروف الهوية، بالإضافة إلى وجود نحو عشرة آلاف جثة ما زالت تحت الأنقاض، مع تسجيل مئات الآلاف من الجرحى ونزوح شبه كامل للسكان، وتفاقم المجاعة ونقص الغذاء والمياه والمستلزمات الطبية، مما أدى إلى وفيات إضافية وانهيار في المنظومة الصحية والبنية التحتية.

استخدام المدنيين دروعًا بشرية

أشار المرصد إلى أن التقارير وثقت استمرار ممارسات تُصنف كجرائم حرب، مثل استخدام المدنيين دروعًا بشرية، والتدمير الواسع للمنازل والممتلكات، والانتهاك المنهجي لقواعد القانون الدولي الإنساني، مع ارتفاع كبير في أعداد الأسرى الفلسطينيين، حيث سُجلت وفاة عشرات الأسرى داخل مراكز الاحتجاز، وتضاعف عدد المعتقلين الإداريين ليصلوا إلى الآلاف، في ظروف اعتقال غير إنسانية.

وفي هذا السياق، لفت المرصد إلى شهادات جنود ميدانيين في الأراضي الفلسطينية المحتلة، والتي عكست بحسب منظمات حقوقية إسرائيلية طبيعة السياسات المتبعة تجاه الفلسطينيين، بما في ذلك أوامر إطلاق نار غير قانونية، واعتقالات تعسفية، واستخدام ما يُعرف بـ«إجراء البعوض» القائم على توظيف المدنيين دروعًا بشرية، بالإضافة إلى حوادث إعدامات ميدانية، كان آخرها إطلاق النار على فلسطينيين بعد استسلامهم.

الحصار المستمر على غزة

كما انتقدت التقارير الشكلية المتكررة للتحقيقات القضائية، التي غالبًا ما تمنح قوات الاحتلال حصانة فعلية، مما يمكنها من الاستمرار في الانتهاكات دون محاسبة، وأكد المرصد أن الحصار المستمر على غزة، وغياب الرعاية الطبية، وتدمير البنية التحتية، خلّف آثارًا عميقة على المجتمع الفلسطيني، ماديًا وإنسانيًا وأخلاقيًا.

وشدد مرصد الأزهر على أن ما يجري في الأراضي الفلسطينية يؤكد استمرار جرائم الحرب الصهيونية، محذرًا من خطورة استمرار هذه الانتهاكات على المدنيين الأبرياء، ومجددًا مناشدته المجتمع الدولي والمؤسسات الأممية بتحمل مسؤولياتها القانونية والإنسانية، والتدخل العاجل لوقف العدوان، وحماية الشعب الفلسطيني، ووضع حد لسياسات القتل والتجويع والاعتقال التعسفي والتدمير المنهجي للبشر والحجر.