أطلقت وزارة الثقافة بالتعاون مع محافظة شمال سيناء فعاليات المؤتمر العام لأدباء مصر في دورته السابعة والثلاثين بقصر ثقافة العريش تحت عنوان “الأدب والدراما الخصوصية الثقافية والمستقبل” برئاسة اللواء خالد اللبان وتستمر الفعاليات حتى 29 ديسمبر الجاري.
يعقد المؤتمر برئاسة الشاعر والسيناريست الدكتور مدحت العدل ويشمل برنامجًا علميًا وثقافيًا مكثفًا يضم 11 جلسة بحثية وورش تدريبية في كتابة الدراما للطفل يقدمها الكاتب محمد عبدالحافظ ناصف وورشة لكتابة السيناريو تقدمها الدكتورة أمل الجمل بالإضافة إلى أمسيات شعرية وقصصية وثلاث موائد مستديرة بمشاركة مجموعة من النقاد والأكاديميين والأدباء من مختلف المحافظات.
بدأ الافتتاح بالسلام الوطني أعقبه عرض فيلم تسجيلي عن ذاكرة المؤتمر تضمن ملامح الدورات السابقة والشخصيات والرؤساء السابقين بالإضافة إلى عرض لمسيرة الكاتب محمد جبريل الذي تحمل الدورة اسمه.
استهل الشاعر عزت إبراهيم أمين عام المؤتمر الكلمات متوجها بالشكر إلى الدكتور أحمد فؤاد هنو وزير الثقافة على رعايته المؤتمر معبرًا عن خصوصية هذه الدورة من أرض الفيروز في قصر ثقافة العريش مؤكداً أن هذا الاختيار يحمل العديد من الدلالات.
أضاف عزت إبراهيم أن اختيارهم للانعقاد في قلب أرض الفيروز يرسل رسالة للعالم مفادها أن غصن الزيتون في سيناء اليوم ترفرف فوقه رايات التنوير وأن صوت الأدب والفن والثقافة هو الذي يعلو فوق كل صوت.
تابع أن هذه اللحظة في سيناء تعكس رحلة كفاح طويل خاضه المثقف المصري منذ عام 1969 حتى اليوم حيث انطلقت هذه الحركة من الزقازيق كصرخة نبيلة لكسر مركزية العاصمة وصولاً إلى المنيا عام 1984 تحت مسمى مؤتمر أدباء مصر في الأقاليم.
تطوير مؤتمر الأدباء
أشار إلى أن الدراسات تشير إلى بداية الحراك الثقافي المؤسس في تلك الفترة حيث اجتمع أكثر من مائة أديب في ديسمبر 1969 معلنين مطالبهم بالإبداع والتنظيم الثقافي بعيداً عن المركزية وهو حدث شكل نقطة تحول في مسار الحركة الثقافية المصرية.
أوضح أن الدورة الحالية تحمل عنوان “الأدب والدراما الخصوصية الثقافية والمستقبل” للإجابة على تساؤلات الراهن حول كيفية حماية الهوية في زمن الرقمنة وكيفية جعل نصوص الأدباء جسوراً نحو الشاشات والقلوب.
أضاف أنه يجب تطوير هذا الكيان ليعكس عمق الثقافة المصرية بكل أبعادها وليس الأدب وحده حيث أن محاور الدورة تدرس الدراما وتواجه تحديات التكنولوجيا الحديثة.
طرح عزت إبراهيم فكرة تطوير العلامة والشعار من “المؤتمر العام لأدباء مصر” إلى “المؤتمر العام للثقافة المصرية” مشددًا على أن هذا ليس مجرد تغيير اسم بل هو تطور جوهري في التفكير ومنهج العمل.
أكد أن الثقافة تشمل الأدب والفنون كافة وأن عليهم التعامل مع التكنولوجيا الحديثة كأداة لحماية الهوية واستثمارها لإيصال الفكرة والمعنى.
أضاف أن الأمانة العامة تأمل أن تكون هذه الدورة نقطة تحول حقيقية لفتح الآفاق لأدباء الأقاليم ليحتلوا مكانتهم اللائقة في المشهد القومي والدولي.
شدد على أن المؤتمر هو مشروع سياسي واجتماعي وثقافي متكامل ورفض أي مساعي للتهجير لأي شعب مؤكدًا أن أرض مصر لكل أبنائها وأن أي محاولة للتهجير هي محاولة لإخماد صوت الإنسان.
اختتم بالقول إن القلم الذي يرفع اليوم يحمل رسالة السلام والعطاء وأن سيناء كانت دوماً هدفاً للاستقرار لا للتهجير.

