أصيب أشرف ملاك، وهو مدرب رياضي، بظهور تورم عند حلمة الثدي قبل عام. لم يعر الأمر اهتمامًا في البداية، معتقدًا أنه ناتج عن مجهود بدني شاق. ومع مرور الوقت، زاد حجم التورم وأصبح الألم لا يُحتمل، مما دفعه للذهاب إلى الطبيب بعد إلحاح من زوجته.

استمر التورم، المعروف بـ”الكلكيعة”، في النمو لمدة سبعة أشهر. عانى أشرف من ألم شديد، حتى أصبح غير قادر على حمل أي شيء. وعندما زاد الألم، قرر زيارة الطبيب الذي طلب منه إجراء ثلاث عينات من التورم، مشيرًا إلى احتمال إصابته بسرطان الثدي.

تجربة أخذ العينات كانت مؤلمة، وبعد أيام قليلة، جاء التشخيص المؤلم. أكد الأطباء إصابته بسرطان الثدي، وهو ما لم يكن يتوقعه أشرف، إذ كان يعتقد أن هذا المرض يخص النساء فقط. ومع ذلك، أظهرت إحصائيات منظمة الصحة العالمية أن الرجال يمكن أن يصابوا بهذا النوع من السرطان، رغم أن نسبة الإصابة منخفضة.

أين يبدأ سرطان الثدي لدى الرجال؟

تؤكد المنظمة أن سرطان الثدي يصيب الرجال بنسبة تتراوح بين 0.5 و1٪، وأن جميع البشر يولدون بنسيج ثديي، مما يجعلهم عرضة للإصابة. يبدأ السرطان عندما تحدث تغيرات في الحمض النووي للخلايا الموجودة في أنسجة الثدي.

معركة “الكيماوي”.

بعد تأكيد الإصابة، بدأت رحلة العلاج. تنقل أشرف بين عدة أطباء، حيث أشار أحدهم إلى أن تكلفة عملية إزالة الورم تصل إلى 40 ألف جنيه. نصحه آخر بالتوجه إلى التأمين الصحي، مما جعله يدفع أكثر من 7 آلاف جنيه في فترة قصيرة.

أجريت له جراحة استئصال الثدي، ثم بدأ العلاج الكيماوي. عانى أشرف من آثار جانبية قاسية، لكنه كان مصممًا على العودة للعمل بعد يوم واحد من العملية. ورغم الألم، كان يصر على عدم الاستسلام.

يقول أشرف إنه خضع لجرعات كيميائية صعبة، حيث فقد شعره ووزنه، لكنه قرر مواجهة المرض بشجاعة. بعد انتهاء جلسات الكيماوي، بدأ العلاج الإشعاعي، الذي يساعد على تدمير الخلايا السرطانية المتبقية.

الزوجة.. السند.

كانت حنان فوزي، زوجة أشرف، الداعم الأول له. لم تتركه في جلسة واحدة، واهتمت بصحته الغذائية. توقعت أن يكون لديه ورم سرطاني عندما لاحظت التورم، لكنها لم تخبره بذلك حتى تأكدت من الحاجة للفحوصات.

عندما تأكدت من إصابته، شعرت بالقلق، لكنها حاولت أن تكون قوية أمامه. أكدت له أن العملية ستكون بسيطة وأنهم اكتشفوا الورم مبكرًا. عانت حنان من مشاعر صعبة خلال رحلة العلاج، لكنها كانت متماسكة من أجل أشرف.

وصمة مرض.

يؤكد د. محمد سامي، استشاري طب الأورام، أن اكتشاف الورم لدى الرجال غالبًا ما يحدث مبكرًا، لكن الخوف من الوصمة الاجتماعية يدفع الكثيرين للتأخير في الكشف. بينما يرى د. جمال فرويز، استشاري الطب النفسي، أن الوصمة الاجتماعية تجعل المرضى يعانون في صمت، مما يزيد من معدلات القلق والاكتئاب.

تعتبر منظمة الصحة العالمية أن سرطان الثدي مرض يمكن أن ينتشر إذا تُرك دون علاج، حيث تبدأ الخلايا غير الطبيعية في النمو بشكل خارج عن السيطرة. ويشير د. أحمد حجازي، استشاري جراحة الأورام، إلى أن التشخيص المبكر مهم للغاية.

نسب الإصابة.

توضح وزارة الصحة أن نسبة إصابة الرجال بسرطان الثدي تدور حول 1% من إجمالي الحالات. ينصح المتحدث الرسمي باسم الوزارة بضرورة الكشف المبكر عند ظهور أي تغيرات في منطقة الثدي. العلاج الجراحي والإشعاعي والكيميائي يعتبر ضروريًا، حيث أن العلاج الهرموني يعد جزءًا من خطة العلاج.

تؤكد هذه القصة أهمية التوعية بسرطان الثدي لدى الرجال، حيث يحتاج المصابون إلى دعم طبي ونفسي خاص لمواجهة هذا المرض.