أكد الشيخ خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، أن عقوق الوالدين يعد من أبرز أسباب شقاء الإنسان في حياته. وشدد على أن البر بالوالدين، خاصة بالأم، يمثل وسيلة لحماية النفس من التعاسة والتعب النفسي.
استشهد الجندي بقوله تعالى: «وبَرًّا بوالدتي ولم يجعلني جبارًا شقيًا»، موضحًا أن الآية تربط بين طاعة الأم والبر بها وبين السلام النفسي والنجاة من الشقاء.
وأوضح الجندي، خلال حلقة برنامج «لعلهم يفقهون» المذاع على قناة «dmc»، أن مفهوم الشقاء لا يقتصر على الفقر أو الضيق المادي. بل يمتد ليشمل المعاناة النفسية والجسدية، لافتًا إلى أن الإنسان قد يمتلك المال والجاه، ومع ذلك يعيش شقيًا إذا امتلأ قلبه بالهم والحزن.
وأشار إلى أن آثار عقوق الوالدين لا تقتصر على عقاب الآخرة، بل تمتد إلى الدنيا بعقوبات معجلة. وأكد أن بعض الذنوب يعجل الله عقوبتها في الحياة، خلافًا لما يظنه البعض من تأجيل الحساب إلى يوم القيامة.
واستدل على ذلك بقوله تعالى: «إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب أليم»، وقوله: «إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فسادًا أن يُقتلوا أو يُصلبوا أو تُقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف أو يُنفوا من الأرض». وشدد على أن بر الوالدين هو طريق للأمان والطمأنينة في الدنيا قبل الآخرة.
وأضاف أن الشقاء في الدنيا يظهر في شكل التعب المستمر، القلق النفسي، الحزن الدائم، والهموم المتراكمة رغم كثرة المال أو الرفاهية.
وأشار إلى أن البر بالوالدين يعد من أهم أسباب السعادة ومنع الشقاء. وأوضح أن الإنسان الذي يبر والديه يعيش مطمئنًا وسعيدًا رغم بساطة حاله، بينما من يعق والديه يعاني من الشقاء المستمر حتى لو كانت حياته مادية مزدهرة. وأكد أن رضا الله وطاعته ينعكس مباشرة على راحة النفس والطمأنينة في الحياة الدنيا.

