في سياق اهتمام المجلس الأعلى للآثار بأعمال الحفائر الأثرية، وتقديم الدعم للبعثات العلمية التي تعمل في مواقع أثرية متنوعة، وبناءً على توجيهات شريف فتحي وزير السياحة والآثار، نجحت البعثة المصرية في منطقة منقباد بأسيوط في الكشف عن مبنى مصنوع من الطوب اللبن يعود تاريخه إلى الفترة ما بين القرنين السادس والسابع الميلادي.

مقال له علاقة: رئيس الوزراء يراقب تقدم مشروعات مياه الشرب والصرف الصحي في إطار خطة 2030
المبنى المكتشف مطلي بطبقة من الملاط الأبيض
أوضح الدكتور محمد إسماعيل خالد الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار أن المبنى المكتشف يتميز بطبقة من الملاط الأبيض، ويتكون من مستويين يحتويان على عدد من الجداريات الهامة، من بينها بقايا جدارية تحمل رمزية مهمة في الفن القبطي، حيث تظهر فيها عيون متكررة وفي منتصفها وجه، مما يعكس البصيرة الروحية الداخلية التي قد تكون خفية عن الكثيرين الذين يعيشون في حب العالم، وهذه الرمزية تمثل الحكمة والصحوة في الأمور الرعائية، بالإضافة إلى جدارية أخرى تحمل بقايا رسم لوجه رجل يحمل طفلًا صغيرًا، والذي يُحتمل أن يكون يوسف النجار يحمل السيد المسيح، وعلى الجانبين تلاميذ السيد المسيح ومعهم كتابات قبطية.
ومن جانبه، أشار الدكتور جمال مصطفى رئيس قطاع الآثار الإسلامية والقبطية واليهودية بالمجلس الأعلى للآثار إلى أن المستوى الأول من المبنى يحتوي على ثلاث صالات متوازية، تليها غرفتان، مع وجود سلم هابط يؤدي إلى المستوى السفلي الذي يحتوي على ثلاث قلايات متوازية وغرفتي معيشة، حيث تم العثور بداخلها على العديد من اللقى الأثرية من الفخار والأحجار، ومن أبرزها شاهد قبر لأحد القديسين يحتوي على كتابات قبطية توضح اسم القديس وتاريخ وفاته، بالإضافة إلى مجموعة من الأنفورات بأحجام مختلفة تحمل بعض الحروف القبطية، وإفريز حجري مزخرف يمثل بقايا غزال وأسَد، وبعض الأواني الفخارية متعددة الاستخدامات.
من نفس التصنيف: خفض معدل الإنجاب يعتمد على وعي المواطنين وليس على الحكومة فقط
البعثة مستمرة في أعمال الحفائر
قال محمود محمد مدير عام منطقة آثار شرق أسيوط للآثار الإسلامية والقبطية واليهودية إن البعثة مستمرة في أعمال الحفائر ودراسات الجداريات المكتشفة بهدف معرفة المزيد عن أسرار هذا المبنى وأهميته، وأشار إلى أن منطقة آثار منقباد تقع في قرية منقباد التابعة لمركز ومحافظة أسيوط، شمال غرب مدينة أسيوط، حيث تبعد عنها حوالي 12 كم وتقع في الجنوب الغربي من الطريق السريع، كما تبعد عن مطار أسيوط الدولي بحوالي 22 كم، وقد تم اكتشاف المنطقة عام 1965 وبدأ العمل الفعلي فيها عام 1976 على فترات غير متصلة، حيث توالت مواسم الحفائر حتى عام 2010، ثم استؤنفت الحفائر المصرية في موسم 2024.