عانت مناطق واسعة في وسط وشمال باكستان من عواصف شديدة بعد موجة حر قاسية اجتاحت البلاد، مما أدى إلى وفاة 14 شخصًا على الأقل وإصابة أكثر من 100 آخرين، بالإضافة إلى الأضرار الكبيرة التي لحقت بالممتلكات والبنى التحتية.

مقال مقترح: نائب أسترالي يودع مقعده في البرلمان بتقليد “الشووي” وشرب الكحول من حذائه
حسب ما أفادت به السلطات المحلية، اجتاحت رياح قوية مصحوبة بالرعد والبرق ولايتي البنجاب الشرقية وخيبر بختونخوا الشمالية الغربية، بالإضافة إلى العاصمة إسلام آباد، حيث أدت إلى اقتلاع الأشجار وسقوط أعمدة الكهرباء وانهيار جدران وأسقف منازل.
مأساة بفعل الطقس.. ضحايا من مختلف الأعمار
أوضح مظهر حسين، المتحدث باسم هيئة إدارة الكوارث في إقليم البنجاب، أن معظم الضحايا سقطوا نتيجة انهيار المنشآت السكنية، بينما توفي شخصان جراء صدمتهما بألواح شمسية اقتلعتها الرياح، كما قُتل رجل وأصيب آخرون بسبب صواعق البرق.
وأكد حسين أن العواصف القوية كانت نتيجة مباشرة للارتفاع الحاد في درجات الحرارة، التي تجاوزت 45 درجة مئوية خلال الأيام الثلاثة الماضية، مشيرًا إلى أن “كثافة الغبار المصاحب للعاصفة كانت مرتفعة جدًا، مما أدى إلى تدهور الرؤية في مناطق واسعة”.
تعطيل المدارس وتحذيرات من عواصف مرتقبة
مع استمرار ارتفاع درجات الحرارة إلى مستويات قياسية – حيث وصلت إلى 46.5 درجة مئوية في بعض مناطق البنجاب – أعلنت السلطات في إقليمي البنجاب وبلوشستان عن عطلة صيفية مبكرة للمدارس كإجراء وقائي لحماية الطلاب من المخاطر الصحية المرتبطة بالحر.
في هذا السياق، توقعت هيئة الأرصاد الجوية الباكستانية مزيدًا من العواصف يوم الأحد، ودعت المواطنين إلى تجنب الخروج من منازلهم إلا للضرورة القصوى، مع ضرورة توخي الحذر أثناء التنقل.
من نفس التصنيف: خبير لبناني يوضح تأثير الضغوط الغربية على إسرائيل في السياسة الدولية تجاه غزة
التغير المناخي.. تهديد يتفاقم
تتزايد المخاوف من أن تؤدي التغيرات المناخية المتسارعة إلى تكرار هذه الظواهر الجوية العنيفة في جنوب آسيا، خاصة في دول مثل باكستان التي تعد من بين الأكثر عرضة للكوارث المناخية.
في أبريل ومايو الماضيين، شهدت العاصمة إسلام آباد عواصف نادرة تسببت في أضرار جسيمة للمركبات والمنازل والألواح الشمسية، مما يزيد من القلق بشأن استعداد البنية التحتية الباكستانية لمواجهة التحديات المناخية المتزايدة.
تحولت وسائل التواصل الاجتماعي إلى منصة لمشاركة مقاطع فيديو توثق حجم الدمار الناتج عن العاصفة الأخيرة، وسط دعوات لمضاعفة الجهود الحكومية في مجالات الإنذار المبكر والاستعداد للكوارث.