كشف الإعلام الإسرائيلي، الأحد، عن تصاعد الضغوط الأمريكية على الحكومة الإسرائيلية لتأجيل العملية العسكرية البرية الشاملة في قطاع غزة، وذلك بهدف إتاحة الفرصة لاستكمال المفاوضات الجارية حول صفقة تبادل الأسرى، رغم استمرار العمليات العسكرية المحدودة على الأرض.
شوف كمان: الخطوط البريطانية توقف رحلاتها إلى تل أبيب بعد قصف مطار بن جوريون
وذكرت صحيفة “جيروزاليم بوست” نقلاً عن مصادر مطلعة، أن الطلب الأمريكي تضمن نقطتين رئيسيتين: الأولى تأجيل التوغل البري الكامل في القطاع، والثانية الإبقاء على هامش للمفاوضات بالتوازي مع الغارات والاشتباكات الميدانية الجارية حاليًا في مناطق متفرقة من غزة
إسرائيل تحذر من تعقيد التفاوض حال تنفيذ العملية
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين إسرائيليين أن تنفيذ عملية برية موسعة قد يجعل من الصعب على الجيش الانسحاب من المناطق التي يسيطر عليها لاحقًا، حتى في حال التوصل إلى اتفاق، ما سيعقّد أي جهود مستقبلية لوقف إطلاق النار أو إتمام صفقة التبادل.
وكان المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر قد أقر في الرابع من مايو الجاري خطة العملية الجديدة التي أطلق عليها اسم “عربات جدعون”، وهي خطة تستهدف توسيع رقعة المواجهة في قطاع غزة، وفي 18 مايو، أعلن الجيش الإسرائيلي بدء تنفيذ الخطة فعليًا من خلال هجمات برية محددة من عدة محاور.
وتوقعت صحيفة “يسرائيل هيوم” المقربة من الحكومة، أن تسيطر القوات الإسرائيلية على ما بين 70 إلى 75% من أراضي قطاع غزة خلال نحو 3 أشهر، في إطار الخطة الشاملة.
تصريحات متباينة بين التهديد والمرونة
رغم هذا التصعيد الميداني، أبدى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو استعدادًا “لوقف إطلاق نار مؤقت” من أجل التوصل إلى اتفاق لإعادة الرهائن، وفق ما صرّح به في وقت سابق هذا الأسبوع، ما يشير إلى احتمال قبول الحكومة بمقاربة مرنة إذا أحرزت المفاوضات تقدمًا ملموسًا.
ممكن يعجبك: حراك شعبي يغلق الطرق في طرابلس ويجدد المظاهرات ضد حكومة الدبيبة
في المقابل، أطلق وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس تصريحات حادة أكد فيها أن الجيش “سيعمل بكامل قوته ولن يتوقف حتى تحقيق جميع الأهداف”، في إشارة إلى أن الحملة العسكرية ستستمر دون الالتفات إلى الضغوط الدولية أو المفاوضات الجارية.
حصيلة الشهداء في غزة تواصل الارتفاع
وفي السياق الإنساني، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة، اليوم الأحد، أن حصيلة الشهداء نتيجة الغارات الإسرائيلية بلغت 53,939 شهيدًا، إلى جانب 122,797 مصابًا منذ بداية العملية العسكرية في السابع من أكتوبر 2023.
وأكدت الوزارة أن “عددًا من الضحايا ما زالوا تحت الأنقاض وفي الشوارع”، حيث تعجز طواقم الإسعاف والدفاع المدني عن الوصول إليهم بسبب استمرار القصف وتهدم البنية التحتية.