في خطوة تعيد تشكيل العلاقات الدبلوماسية بين موسكو وواشنطن، كشفت روسيا عن تفاصيل مكالمة هاتفية طويلة جرت بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الأمريكي دونالد ترامب في 19 مايو، حيث تناولت المناقشات ملفات الحرب في أوكرانيا وإمكانية التوصل إلى وقف إطلاق نار مؤقت، وسط تنسيق إعلامي غير معتاد أظهر كواليس هذا الحدث المهم.
اقرأ كمان: تفجير يستهدف قطارًا في بيلجورود الروسية وتعليق مؤقت لحركة السكك الحديدية
بوتين من “مدرسة موسيقية” إلى خطوط التماس السياسية
أجريت المكالمة الهاتفية أثناء زيارة بوتين لمركز “سيريوس التعليمي” في سوتشي، حيث تم إعداد غرفة خاصة داخل مبنى المدرسة الموسيقية لإجراء الاتصال الرئاسي، وذلك تحت مراقبة أمنية مشددة.
وقد عرضت قناة “روسيا 1” مشاهد نادرة من كواليس المكالمة، حيث أظهرت لحظات الانتظار، وترتيبات خروج الصحافة، بالإضافة إلى تدخل المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف لتنسيق المشهد الإعلامي.
وحرص بيسكوف، مازحًا، على تحذير الصحفيين من الاقتراب من الآلات الموسيقية قائلاً: “من يُسقِط الكمان سيذهب للسجن”.
مقال له علاقة: إسبانيا تجمع دولاً أوروبية وعربية للضغط على إسرائيل لوقف حرب غزة
مكالمة استمرت أكثر من ساعتين
في تصريح للصحفيين بعد المكالمة، وصف بوتين المحادثة مع ترامب بأنها “ذات معنى ومفيدة للغاية”، مؤكدًا أن الجانبين ناقشا سبل وقف الحرب في أوكرانيا واستئناف المفاوضات مع كييف برعاية أمريكية ودولية.
وأضاف الرئيس الروسي: “اتفقنا على أن روسيا ستقترح مذكرة بشأن معاهدة سلام مستقبلية محتملة، مع تضمين مبادئ التسوية، وتوقيت وقف إطلاق النار المحتمل، ومواقف الطرفين من مسارات التفاوض.”
ترامب يؤكد التنسيق مع زيلينسكي وقادة الناتو
من جهتها، نقلت وسائل إعلام أمريكية عن البيت الأبيض أن ترامب سيواصل التواصل مع الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي، بالإضافة إلى قادة دول حلف شمال الأطلسي (الناتو)، في محاولة لحشد الدعم نحو مبادرة وقف إطلاق نار مرحلية.
وأعرب ترامب عن أمله في أن تؤدي المحادثات الجارية إلى تفاهمات فعلية تضع حدًا للمواجهات المسلحة، وتفتح الباب أمام مفاوضات سلام تشمل جميع الأطراف المعنية، وسط إشارات إلى دور أمريكي أكثر فاعلية في الفترة المقبلة.
موقف روسي ثابت
وأشار بوتين إلى أن المحادثات غير الرسمية استؤنفت بين الأطراف في إسطنبول، وهو ما اعتبره “دليلًا على أننا على الطريق الصحيح”، لكنه شدد في الوقت نفسه على أن “موقف روسيا لا يزال واضحًا: معالجة جذور الأزمة هو الأساس، وليس فقط نتائجها الميدانية”.
وتحدث عن إمكانية التوصل إلى اتفاق سلام مؤقت يتضمن وقفًا لإطلاق النار، بشرط الاتفاق على الإطار السياسي والتسوية النهائية، دون الإشارة إلى تفاصيل حول وضع الأراضي المتنازع عليها.