شهدت العديد من المدن حول العالم، خلال الأيام القليلة الماضية، تظاهرات جماهيرية ضخمة دعماً للقضية الفلسطينية، في وقت تتزايد فيه حدة التوترات الميدانية في قطاع غزة، ورغم الطابع السلمي الذي اتسمت به هذه الاحتجاجات، إلا أن بعضها تطور إلى مواجهات مباشرة مع قوات الشرطة.

اقرأ كمان: احتمال تورط روسي في هجمات حرق ممتلكات رئيس الوزراء كير ستارمر في بريطانيا
في العاصمة السويسرية برن، تجمع حوالي ألفي متظاهر في وسط المدينة، متجهين نحو كنيس يهودي في شارع مونبيجو، مما استدعى تدخل الشرطة الفوري لإغلاق محيط المبنى.
مقال له علاقة: دعوات في حزب العمال البريطاني للاعتراف بفلسطين قبل مؤتمر الأمم المتحدة
ووفقاً لما ذكرته مجموعة “Basel4Palestine”، المنظمة للاحتجاج، فإن المظاهرة لم تحصل على تصريح مسبق، وانتهت باشتباكات مع الشرطة، حيث استخدمت خلالها قنابل الغاز والرصاص المطاطي لتفريق المتظاهرين.
تظاهرات جماهيرية حاشدة دعماً للقضية الفلسطينية
وأفادت وسائل إعلام سويسرية بأن ستة من عناصر الشرطة أصيبوا خلال الصدامات، كما تم تحطيم نوافذ مبانٍ ومركبة شرطة، واستخدام ألعاب نارية يُعتقد أنها مصدرها متجر تم نهبه.
وأثار العدد المحدود لعناصر الأمن المتواجدين، والذي بلغ حسب تقارير محلية “ما بين 10 إلى 15 فقط”، انتقادات حادة في وسائل الإعلام.
وفي بولندا، وتحديداً في مدينة بيلسكو بياوا، أفادت الطائفة الدينية اليهودية بأن فعالية موسيقية لإحياء الذكرى الـ77 لتأسيس دولة إسرائيل تعرضت للتشويش من قبل متظاهرين مؤيدين لفلسطين، وأضاف بيان رسمي للطائفة أن هذه الحادثة هي الأولى من نوعها.
وأوضح البيان أن الحادثة كانت “مؤلمة بشكل خاص” بسبب وجود عدد من الناجين من الهولوكوست في المكان.
من جانبها، أكدت الطائفة أنها “لن تُرهب” وستواصل أنشطتها رغم الاعتداء.
الآلاف في شوارع مدينة شيكاغو
وفي الولايات المتحدة، احتشد الآلاف في شوارع مدينة شيكاغو، رافعين شعارات مثل “أوقفوا الإبادة” و”المقاومة مبررة”، وذلك بعد أيام من حادثة إطلاق نار تورط فيها مواطن أمريكي من أصل فلسطيني قتل موظفين في السفارة الإسرائيلية في واشنطن.
أما في لندن، فقد تجمع نحو 7,000 شخص أمام مقر رئاسة الوزراء في داونينج ستريت، مطالبين الحكومة البريطانية بوقف تصدير السلاح إلى إسرائيل، وفي موازاة ذلك، تظاهر آخرون أمام السفارة الإسرائيلية في حي كنسينجتون.
تأتي هذه التطورات في وقت تشهد فيه القضية الفلسطينية زخماً غير مسبوق في الشارع الغربي، وسط اتساع دائرة التضامن الشعبي وارتفاع الأصوات المطالبة بوقف الحرب وإعادة تقييم السياسات الخارجية تجاه إسرائيل.