استقالة غير متوقعة تكشف تعقيدات توصيل المساعدات إلى قطاع غزة

أعلن جيك وود، المدير التنفيذي لمؤسسة غزة الإنسانية المدعومة من الولايات المتحدة وإسرائيل، استقالته من منصبه، في خطوة غير متوقعة تعكس تفاقم التحديات التي تواجه جهود إيصال المساعدات إلى قطاع غزة.

استقالة غير متوقعة تكشف تعقيدات توصيل المساعدات إلى قطاع غزة
استقالة غير متوقعة تكشف تعقيدات توصيل المساعدات إلى قطاع غزة

وفي بيان له نقلته صحيفة “تايمز أوف إسرائيل”، أكد وود أن تنفيذ خطة المساعدات وفق المبادئ الإنسانية الأساسية، مثل النزاهة والحياد والاستقلالية، أصبح أمرًا غير ممكن، مشيرًا إلى أن هذه المبادئ لا يمكنه التنازل عنها.

تخفيف المجاعة

ودعا وود إسرائيل إلى توسيع آليات إدخال المساعدات، كما حثّ على ضرورة البحث عن حلول جديدة لتخفيف المجاعة المتفاقمة في غزة.

انتقادات دولية للمؤسسة

تأتي استقالة وود في ظل انتقادات دولية متزايدة للمؤسسة، حيث أكدت الأمم المتحدة رفضها التعاون معها، مشيرة إلى عدم التزامها بالمعايير الإنسانية، كما طالبت منظمة “ترايال إنترناشونال” السلطات السويسرية بفتح تحقيق للتأكد من قانونية أنشطة المؤسسة ومدى توافقها مع القوانين الفيدرالية.

ضربة لجهود إسرائيل

تعتبر استقالة وود ضربة كبيرة لجهود إسرائيل في توزيع المساعدات عبر قنوات بديلة، ويظل مستقبل المؤسسة غير واضح حتى الآن.

استشهاد 20 فلسطيني

وفي سياق آخر، قالت السلطات المحلية في غزة لوكالة “رويترز” إن غارة إسرائيلية استهدفت مدرسة تؤوي نازحين في حي الدرج بمدينة غزة، مما أسفر عن استشهاد ما لا يقل عن 20 مدنيًا، وإصابة العشرات، بينهم نساء وأطفال.

ووفقًا لشهادات المسعفين، فإن عددًا من الجثامين وصلت إلى المستشفى مصابة بحروق شديدة، في مشهد مأساوي يعكس حجم العنف المستخدم، وقد تداول ناشطون صورًا مروعة من موقع القصف، لم تتمكن رويترز من التحقق منها على الفور، ولم يصدر تعليق فوري من جيش الاحتلال الإسرائيلي.

تصعيد إسرائيلي

منذ أوائل مايو، كثّفت إسرائيل عملياتها العسكرية في القطاع، بزعم استهداف قدرات حركة “حماس” واسترجاع الأسرى، ورغم الضغوط الدولية المتزايدة لفك الحصار والسماح بدخول المساعدات، أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الأسبوع الماضي أن الاحتلال يعتزم السيطرة على كامل قطاع غزة.

وبحسب المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، فإن الاحتلال يسيطر حاليًا على نحو 77% من القطاع، إما عبر الاجتياح البري أو من خلال عمليات الإخلاء القسري والقصف المكثف الذي يدفع السكان إلى ترك منازلهم.

كارثة إنسانية

منذ بداية العدوان الإسرائيلي في 7 أكتوبر 2023، بعد هجوم شنّته حركة حماس على مستوطنات جنوب فلسطين المحتلة، تعرضت غزة لتدمير واسع، وأُجبر قرابة مليوني فلسطيني على النزوح الداخلي، في واحدة من أسوأ الكوارث الإنسانية المعاصرة.

ووفقًا لوزارة الصحة في غزة، بلغ عدد الشهداء أكثر من 53,000 فلسطيني، غالبيتهم من المدنيين، في ظل نقص حاد في الغذاء والدواء، ومخاطر مجاعة تلوح في الأفق بسبب الحصار المستمر.