إعادة تدوير الكاوتش في قنا: سيدات يؤسسن مشروعًا لصناعة الأثاث المنزلي

دقات شاكوش تتردد من بعيد، في مكان مخصص للسيدات، حيث تتجمع كاوتشات سيارات قديمة، وأخشاب، وأدوات للعمل، بينما تقف السيدات متأملات التصميم الذي سيقمن بتنفيذه بعد إعادة تدوير الكاوتش القديم لصناعة أثاث منزلي في قرية بشلاو التابعة لمركز نقادة، غرب محافظة قنا.

إعادة تدوير الكاوتش في قنا: سيدات يؤسسن مشروعًا لصناعة الأثاث المنزلي
إعادة تدوير الكاوتش في قنا: سيدات يؤسسن مشروعًا لصناعة الأثاث المنزلي

في ورشة تدوير مخلفات الكاوتش، التي تتبع إحدى جمعيات المجتمع المدني بقنا، تنطلق الأفكار والإبداعات.

إعادة تدوير مخلفات الكاوتش لصناعة الأثاث المنزلي

تحدثت نعمة سيد، مدير أحد الجمعيات ومؤسسة المشروع، حيث أشارت إلى أن الفكرة نشأت عندما رأت الأهالي، وخاصة السائقين، يقومون بحرق الكاوتش القديم دون أي استفادة، مما أدى إلى تلوث البيئة بسبب الروائح الكريهة الناتجة عن الحرق، والتي تؤثر سلبًا على صحة الأطفال والكبار، خاصة الذين يعانون من الحساسية ومشكلات الصدر.

وأكدت نعمة أنها قدمت الفكرة للسيدات في القرية، وقد لاقت ترحيبًا كبيرًا، حيث ساعدهن أحد النجارين من خلال تقطيع الكاوتش وجلب الأخشاب، وبدأت السيدات العمل على الفور، مع جلب بعض الأدوات الزخرفية للمشروع.

قالت إحدى السيدات المنتفعات بالمشروع إن هذا العمل سلط الضوء على كارثة كبيرة كانت تحدث في العديد من الأماكن بسبب حرق المخلفات البلاستيكية، والتي لها آثار ضارة على صحة الإنسان، بل إننا تمكنا من تحويل هذا الشيء الضار إلى شيء نافع.

وتابعت: كما أن هذا المشروع سيساهم بشكل كبير في توفير دخل للسيدات في القرية، خاصة مع تزايد الطلب من كافيهات ومواطنين من مختلف القرى والمراكز، بل وحتى من المحافظات المجاورة مثل الأقصر والغردقة

وأشارت إلى أنهم بصدد توسيع المشروع من خلال الاستفادة من الكاوتش المتهالك تمامًا، عن طريق التعاقد مع إحدى الورش لتقطيعه إلى شرائط والاستفادة منه في المشروع.

تجدر الإشارة إلى أن أهالي قرية بشلاو يُعتبرون من القرى المتميزة في تنفيذ عدد من المشاريع، خاصة فيما يتعلق بالنساء والفتيات، حيث رفضن عادات وتقاليد كان لها آثار سلبية على صحتهن، وها هن اليوم يكملن طريقهن في تطوير وتجميل بيوتهن باستخدام مخلفات قديمة كانت ضارة، وأصبحت الآن جزءًا من حياتهن.