وزارة الصحة السودانية ترسل 150 طناً من المحاليل إلى الخرطوم

في إطار مساعي وزارة الصحة السودانية لتلبية الاحتياجات الطبية العاجلة في ظل الظروف الراهنة، أعلنت الوزارة عن إرسال 150 طنًا من المحاليل الوريدية والأدوية الأساسية إلى ولاية الخرطوم، وقد وصل منها حتى الآن 120 طنًا، بينما لا تزال 30 طنًا في طريقها إلى هناك.

وزارة الصحة السودانية ترسل 150 طناً من المحاليل إلى الخرطوم
وزارة الصحة السودانية ترسل 150 طناً من المحاليل إلى الخرطوم

وتأتي هذه الخطوة ضمن خطة الوزارة لتأمين الإمدادات الطبية للمستشفيات والمراكز الصحية، خاصةً مع خروج العديد منها عن الخدمة بسبب النزاعات المستمرة.

وتتضمن الشحنات المرسلة محاليل غسيل الكلى، أدوية الطوارئ، وأكياس الدم، بالإضافة إلى مستلزمات جراحية وإسعافية.

وقد تم التنسيق مع القوات المسلحة السودانية لتنفيذ عمليات الإسقاط الجوي لهذه الإمدادات إلى المناطق التي يصعب الوصول إليها عبر الطرق البرية، مثل مدينة الفاشر في ولاية شمال دارفور.

هذا ويُتوقع أن تصل الشحنة المتبقية من المحاليل في الأيام القليلة المقبلة، مما سيسهم في تعزيز قدرة النظام الصحي على مواجهة التحديات الحالية.

تتفاقم الأزمة الإنسانية والصحية نتيجة للاشتباكات المسلحة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، مما أدى إلى انهيار واسع في الخدمات الأساسية، خاصة في قطاع الصحة، حيث تضررت مئات المرافق الصحية وخرج العديد منها عن الخدمة، بينما يعاني المواطنون من صعوبة الوصول إلى العلاج والدواء، لا سيما في الخرطوم ودارفور.

في هذا السياق، تحاول وزارة الصحة السودانية، بدعم من منظمات دولية ومحلية، مواجهة التدهور الحاد في الإمدادات الطبية.

وأعلنت الوزارة مؤخرًا عن إرسال شحنة مكونة من 150 طنًا من المحاليل الوريدية والمستلزمات الطبية إلى الخرطوم، وقد وصلت منها حتى الآن 120 طنًا، فيما لا تزال 30 طنًا في طريقها.

تُستخدم وسائل استثنائية، مثل الإسقاط الجوي، لإيصال هذه الإمدادات إلى المناطق المعزولة أو المتأثرة بشكل مباشر بالنزاع.

ويُعد هذا التحرك جزءًا من جهود أكبر لإعادة بناء النظام الصحي ودعم صمود المستشفيات القليلة العاملة في ظل ظروف قاسية.

الحرب بين الجيش السوداني والدعم السريع

ترجع جذور الحرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع إلى التوترات العميقة التي نشأت بعد الإطاحة بالرئيس عمر البشير في أبريل 2019، والتي تلتها تشكيل حكومة انتقالية مدنية-عسكرية، حيث يمثل الجيش السوداني الفريق أول عبد الفتاح البرهان، بينما تمثل قوات الدعم السريع الفريق محمد حمدان دقلو (حميدتي)، وهي قوة شبه عسكرية تطورت من ميليشيات الجنجويد سيئة السمعة التي شاركت في حرب دارفور.

في البداية، اتفقت الأطراف على شراكة انتقالية، لكن الخلافات تصاعدت حول كيفية دمج قوات الدعم السريع في الجيش، وهي خطوة رئيسية نصّ عليها الاتفاق الإطاري الموقع في ديسمبر 2022 ضمن عملية التحول الديمقراطي، إلا أن مسألة تبعية قوات الدعم السريع، وسرعة الدمج، وتراتبيته في المؤسسة العسكرية كانت من أبرز نقاط الخلاف.

في 15 أبريل 2023، اندلعت مواجهات عسكرية مباشرة بين الجيش والدعم السريع في العاصمة الخرطوم وانتشرت بسرعة إلى مدن أخرى مثل دارفور وكردفان، وقد تسببت الحرب في دمار هائل للبنية التحتية، ونزوح أكثر من 10 ملايين شخص داخليًا وخارجيًا، وانهيار شبه كامل للخدمات الصحية والتعليمية، فضلاً عن مجاعة وارتفاع معدلات الجريمة والانفلات الأمني.

ورغم محاولات الوساطة الإقليمية والدولية من السعودية، الولايات المتحدة، الاتحاد الإفريقي وغيرهم، إلا أن وقف إطلاق النار لم يتحقق بشكل دائم حتى الآن، ولا تزال الاشتباكات مستمرة في عدة مناطق، في ظل معاناة إنسانية هي الأسوأ في تاريخ السودان الحديث.