الكنائس القبطية في الخارج فروع من شجرة جذورها في أرض مصر وفقاً للبابا تواضروس

أعلن قداسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، عن تأسيس إيبارشية وسط أوروبا التي تشمل خمس دول ومقرها المجر، حيث تركزت الأعداد القليلة من الأقباط في هذه المنطقة، معظمهم من العمال والطلاب في مختلف الكليات، وكانت الإيبارشية تفتقر للإمكانيات والكنائس، لذا اهتمت الكنيسة بها وسعت لتشجيعها، إذ كانت غالبية الأقباط الأرثوذكس في صربيا ورومانيا.

الكنائس القبطية في الخارج فروع من شجرة جذورها في أرض مصر وفقاً للبابا تواضروس
الكنائس القبطية في الخارج فروع من شجرة جذورها في أرض مصر وفقاً للبابا تواضروس

مصر في القلب

كما أضاف قداسة البابا خلال حواره مع برنامج “كنيستى في المهجر” الذي يُبث على قناة لوجوس، أن ارتباط الأقباط في الخارج بمصر يمثل أولوية، فمصر تظل دائمًا في القلب، ولا يمكن الاستغناء عنها، فالكنائس القبطية في العالم تُعتبر فروعًا خرجت من شجرة على أرض مصر.

وأوضح قداسة البابا أن لقاءاته مع الآباء الأساقفة والكهنة في كنائس المهجر مستمرة، وهو يحرص على استقبال مجموعات من أبناء كنائس المهجر عند زيارتهم لمصر.

اليوبيل الذهبي

كما شهد قداسة البابا تواضروس الثاني قداس الأسبوع الخامس من الخمسين المقدسة في كنيسة السيدة العذراء بأرض الجولف بمصر الجديدة، احتفالاً باليوبيل الذهبي لوضع حجر أساس الكنيسة الذي تم بيد مثلث الرحمات البابا شنودة الثالث في 29 مايو 1975.

وصل قداسته صباح اليوم إلى الكنيسة حيث استقبله الكهنة وأعضاء المجلس، وافتتح المناسبة بكشف الستار عن لوحة تذكارية تخلد ذكرى اليوبيل الذهبي، تلا ذلك دخول قداسة البابا وسط ترتيل خورس الشمامسة لألحان استقبال الأب البطريرك وألحان القيامة.

شارك في صلوات القداس تسعة من أحبار الكنيسة ووكيل عام البطريركية بالقاهرة.

عظة القداس

وفي عظة القداس، قال قداسة البابا: “نحتفل اليوم بتذكار مبارك وهو مرور خمسين عامًا على بداية تأسيسها، ووضع حجر الأساس بيد المتنيح قداسة البابا شنودة الثالث، لتبدأ رحلة خدمة قوية شارك فيها الأحبار الأجلاء والآباء الكهنة والشمامسة والأراخنة وكل الشعب.”

وأشار قداسة البابا إلى إنجيل القداس المأخوذ من (يو ١٤: ١ – ١١) حيث تنبهنا الكنيسة في الأسبوع الخامس من الخمسين المقدسة إلى أن المسيح هو الطريق: “أَنَا هُوَ الطَّرِيقُ وَالْحَقُّ وَالْحَيَاةُ.” (يو ١٤: ٦)

١- المسيح هو الطريق الحقيقي الذي يؤدي إلى الحياة، “لَيْسَ بِأَحَدٍ غَيْرِهِ الْخَلاَصُ” (أع ٤: ١٢).
٢- المسيح هو طريق الإنسان الوحيد إلى السماء، فكل فلسفات العالم تسعى للارتقاء بحياة الإنسان هنا على الأرض لكنها لا تقوده نحو السماء، أما المسيحية فتبدأ من السماء وتنتهي فيها، “هكَذَا أَحَبَّ اللهُ الْعَالَمَ حَتَّى بَذَلَ ابْنَهُ الْوَحِيدَ، لِكَيْ لاَ يَهْلِكَ كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ، بَلْ تَكُونُ لَهُ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ.” (يو ٣: ١٦).
٣- بالمسيح نجد الخلاص من الخطية التي تُعتبر مرض الروح، وهو مرض لا نشفى منه إلا بالمسيح.

٤- المسيح هو من يقدم لنا الحياة الحقيقية، وليس الحياة الزائفة، فالعالم مليء بالزيف، أما في المسيح فالحياة حقيقية وكاملة، لذا يطلب من الإنسان أن يعطيه قلبه (حياته) بالكامل “يَا ابْنِي أَعْطِنِي قَلْبَكَ” (أم ٢٣: ٢٦).

٥- المسيح يعطينا مكانًا في السماء، “أَنَا أَمْضِي لأُعِدَّ لَكُمْ مَكَانًا” (يو ١٤: ٢) لنعيش فيه معه وفي معية القديسين، مما يجعلنا نفكر في مكاننا في السماء ونصلي باستمرار في الصلاة الربانية “كَمَا فِي السَّمَاءِ كَذلِكَ عَلَى الأَرْضِ” (لو ١١: ٢).

ونوه قداسة البابا إلى أن الكنيسة تُهيئنا للسماء، فهي سفارة السماء على الأرض، من خلال نظام العبادة والطقس، مما يجعلنا دائمًا نتجه نحو الشرق وهو اتجاه مجئ المسيح.