نفت وكالة “تسنيم” الإيرانية، اليوم الجمعة، صحة الأنباء التي تحدثت عن وجود اتفاق نووي مؤقت بين إيران والولايات المتحدة، مشيرة إلى أنه “لا يوجد أي مقترح بشأن اتفاق مؤقت لا من الجانب الإيراني ولا من الجانب الأميركي”.

شوف كمان: الشاباك ينجح في إحباط 85 هجومًا إلكترونيًا إيرانيًا ضد شخصيات بارزة في إسرائيل
ونقلت الوكالة عن مصادر مطلعة تأكيدها أنه لم يتم حتى الآن التوصل إلى أي اتفاق بشأن تحديد موعد أو مكان لعقد الجولة المقبلة من المفاوضات بين الطرفين، في وقت تتضارب فيه الأنباء القادمة من واشنطن حول قرب التوصل إلى تفاهم بين الجانبين.
إيران تؤكد جديتها الدبلوماسية.. ولكن بشروط
إيران تؤكد جديتها الدبلوماسية.. ولكن بشروط
وفي هذا السياق، صرح وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي أن طهران جادة في سعيها إلى إيجاد حل دبلوماسي يخدم مصالح كافة الأطراف، لكنه أبدى في الوقت نفسه تشككه بشأن الأخبار المتداولة عن قرب التوصل إلى اتفاق، موضحًا أنه “ليس متأكدًا مما إذا كان الطرفان قد بلغا هذا الهدف بعد”.
وشدد عراقجي على أن أي اتفاق محتمل يجب أن ينص بشكل واضح على رفع جميع العقوبات المفروضة على إيران، بالإضافة إلى الاعتراف بحقها في مواصلة تخصيب اليورانيوم، وهو البند الذي طالما شكّل محور الخلاف الأبرز بين طهران والقوى الغربية.
شمخاني: خطوطنا الحمراء واضحة والدفاعات قوية
من جانبه، كتب علي شمخاني، المستشار العسكري والنووي للمرشد الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي، عبر منصة “إكس” (تويتر سابقاً) أن الرؤساء الأميركيين السابقين كانوا “يتوهمون” إمكانية تدمير البنية التحتية النووية الإيرانية، مضيفًا أن إيران تمتلك دفاعات قوية و”خطوطاً حمراء واضحة” لا يمكن تجاوزها.
وأكد شمخاني أن “المفاوضات يجب أن تعزز التقدم والمصالح الوطنية وكرامة البلاد، وليس أن تكون وسيلة للضغط أو الاستسلام”، في إشارة إلى تمسك طهران بمواقفها المبدئية وعدم قبولها بأي حلول تمس سيادتها أو حقوقها النووية.
محادثات بوساطة عمانية وتباين حول التخصيب
ويُذكر أن طهران وواشنطن بدأتا في 12 أبريل الماضي جولة من المحادثات رفيعة المستوى بوساطة سلطنة عمان، وهي الأعلى من حيث المستوى بين البلدين منذ انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي عام 2015.
لكن المحادثات لم تخلُ من الخلافات الجوهرية، خاصة فيما يتعلق بملف تخصيب اليورانيوم، الذي يمثل جوهر التوتر بين الطرفين، إذ ترى الدول الغربية، وفي مقدمتها الولايات المتحدة وإسرائيل، أن إيران تسعى إلى امتلاك قدرات نووية عسكرية، وهو ما تنفيه طهران بشدة، مؤكدة أن برنامجها النووي ذو طابع سلمي بحت.
وفي تطور لاحق، عُقدت جولة خامسة من المفاوضات بين الطرفين في العاصمة الإيطالية روما يوم الجمعة الماضي، إلا أن الجولة لم تُسفر عن تقدم ملموس، رغم أن كلا الجانبين أبديا استعدادهما للاستمرار في الحوار، دون تحديد موعد أو مكان للجولة القادمة.
إيران تؤكد جديتها الدبلوماسية.. ولكن بشروط
إرث الانسحاب من الاتفاق النووي
ويعود التصعيد الحالي إلى عام 2018، حين قرر الرئيس الأميركي دونالد ترامب الانسحاب من الاتفاق النووي بشكل أحادي خلال ولايته الأولى، وأعاد فرض سلسلة من العقوبات الاقتصادية الصارمة على إيران، ضمن سياسة “الضغوط القصوى” التي هدفت إلى دفع طهران لتقديم تنازلات أوسع في ملفيها النووي والإقليمي.
وشملت هذه العقوبات أيضاً تدابير ثانوية استهدفت الدول والشركات التي تتعامل مع إيران، خاصة في قطاع الطاقة، ما أدى إلى تراجع كبير في صادرات النفط الإيرانية وتفاقم الأزمة الاقتصادية في البلاد.
شكوك غربية وتأكيدات إيرانية
تواصل الولايات المتحدة وحلفاؤها الغربيون، إلى جانب إسرائيل، التشكيك في نوايا إيران بشأن برنامجها النووي، معتبرين أن طهران تسعى في الخفاء إلى تطوير سلاح نووي، غير أن القيادة الإيرانية تنفي باستمرار هذه الاتهامات، وتؤكد التزامها بمعاهدة عدم الانتشار النووي، وحقها المشروع في استخدام الطاقة النووية لأغراض سلمية.
وبينما تستمر الجهود الدبلوماسية عبر قنوات متعددة، تبقى حالة عدم اليقين هي السائدة، في ظل غياب اتفاق ملموس حتى الآن، واستمرار التوترات السياسية والأمنية في الإقليم.