الحرب الروسية الأوكرانية.. مواقف متصلبة وسلام صعب المنال

رغم مرور أكثر من ثلاث سنوات على بداية الحرب الروسية – الأوكرانية، لا تزال ملامح الحل السياسي غائبة، وعلى الرغم من الجهود الدبلوماسية التي تبذلها الولايات المتحدة لإنهاء الأزمة، وانعقاد محادثات سلام بين البلدين في إسطنبول اليوم، فإن تصلب المواقف من كلا الطرفين يدفعان نحو مزيد من التصعيد، مما يُنذر بمزيد من التوتر في ظل انسداد الأفق التفاوضي.

الحرب الروسية الأوكرانية.. مواقف متصلبة وسلام صعب المنال
الحرب الروسية الأوكرانية.. مواقف متصلبة وسلام صعب المنال

مواقف متصلبة من طرفي الصراع

بحسب مجلة “فورين أفيرز” الأمريكية، لا توجد رغبة لدى روسيا أو أوكرانيا في إنهاء الحرب المستمرة لأكثر من ثلاث سنوات، حيث بنت موسكو اقتصادًا عسكريًا يتيح لها الاستمرار في الصراع، بينما ترفض أوكرانيا الرضوخ للمطالب الروسية، والتنازل عن أراضيها التي احتلتها، إذ تسيطر روسيا على نحو 16 ألف ميل مربع في أوكرانيا، كشرط لتحقيق السلام، كما ترفض أي تنازل عن طموحها في الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي “الناتو”، خاصة وأن جيشها لا يزال قويًا بما يكفي لبناء دفاع فعال، والتصدي للروس، بل وتنفيذ ضربات موجعة لهم أحيانًا، كان آخرها الهجوم الدقيق بالطائرات المسيرة على قواعد جوية في العمق الروسي، والذي أسفر عن تدمير أكثر من 41 طائرة روسية، واستهداف أسطول قاذفات استراتيجية في عدة مطارات روسية يوم الأحد، وفقًا لما ذكره مسؤول أمني أوكراني لوكالة أسوشيتيد برس.

وقف الحرب شبه مستحيل

في هذا السياق، يبدو أن تحقيق السلام بين البلدين أمر شبه مستحيل، إذ لا يوجد سبب لدى موسكو لوقف الحرب، خاصة وأنها لا تزال تحقق تقدمًا، حتى لو كان بطيئًا، بينما كييف لا تملك مبررًا للاستسلام، إذ يعتقد القادة الأوكرانيون أن أي تنازل عن جزء من بلادهم لموسكو قد يؤدي في النهاية إلى خسارة البلاد بالكامل، أو على الأقل لن يكون مفتاح السلام، حيث يرون أن بوتين يهدف إلى دمج البلدين، خاصة وأنه صرح قبل الحرب بعدم وجود مبرر لوجود دولة أوكرانية، وأن الأوكرانيين هم روس متمردون يجب إعادتهم إلى سيادة موسكو، ووفقًا لـ”فورين أفيرز”، فإن من بين الأسباب التي تحول دون تحقيق سلام عاجل، هي دبلوماسية ترامب غير الفعالة التي وُصفت بأنها لا تمسك العصا من منتصفها، إذ لم يمارس ضغوطًا فعالة لتحقيق السلام، بل على العكس، يُعتبره حلفاؤه الأوروبيون منحازًا لروسيا، حيث وجه انتقادات لاذعة لأوكرانيا، وحملها مسؤولية اندلاع الحرب، كما علق المساعدات العسكرية لجيشها في فترة ما، ولم يمارس أي ضغوط تذكر على موسكو.