تحذير إيراني بشأن اتفاق سعد آباد 2003 كخطأ استراتيجي يجب تجنبه

حذّر نائب بارز في البرلمان الإيراني من تكرار ما أسماه بـ”الخطأ الاستراتيجي” الذي تمثل في توقيع اتفاقية سعد آباد لعام 2003، حيث علّقت طهران بموجبها أنشطتها النووية وفتحت منشآتها لعمليات تفتيش مفاجئة من قبل الوكالة الدولية للطاقة الذرية، دون أن تحقق أي تنازلات حقيقية من القوى الغربية.

تحذير إيراني بشأن اتفاق سعد آباد 2003 كخطأ استراتيجي يجب تجنبه
تحذير إيراني بشأن اتفاق سعد آباد 2003 كخطأ استراتيجي يجب تجنبه

وفي مقابلة مع برنامج “ديدبان إيران”، أشار أبو الفضل زهرهوند، عضو لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية، إلى أن اتفاق سعد آباد، الذي وُقّع خلال رئاسة محمد خاتمي بمشاركة وزراء خارجية المملكة المتحدة وفرنسا وألمانيا، أثبت لاحقاً أنه تنازل غير متكافئ لم يواكبه أي خطوات ملموسة من الغرب.

إغلاق منشآت نووية دون مقابل

وذكر النائب الإيراني أن طهران أغلقت، وفقاً للاتفاق، منشأة نطنز لتخصيب اليورانيوم ومنشأة إنتاج الكعكة الصفراء في أصفهان، والتزمت بشكل كامل ببنود الاتفاق.

وأضاف أن حكومة الرئيس الأسبق محمد خاتمي حاولت حتى إثبات إتقانها لتكنولوجيا أجهزة الطرد المركزي من خلال نقل إحدى الوحدات إلى جامعة طهران، إلا أن هذه الخطوة قوبلت بالرفض من قبل بريطانيا، التي طالبت بتفكيك جميع الأجهزة بشكل كامل.

نقل مباشر للضغوط إلى إسرائيل

وأوضح زهرهوند أن وزير الخارجية الألماني، بعد زيارته إلى طهران، انتقل مباشرة إلى إسرائيل، حيث صرح علناً: “طلبنا من الإيرانيين تفكيك برنامج التخصيب بالكامل”، مما اعتُبر بمثابة إعلان نوايا لعدم السماح لإيران بالاحتفاظ بأي جزء من بنيتها النووية

وأكد زهرهوند أن المطالب الغربية اليوم لا تختلف عن تلك التي طُرحت قبل عشرين عاماً، موضحاً أن الهدف الحقيقي للدول الغربية لا يقتصر على وقف مؤقت للتخصيب، بل يسعى إلى تفكيك شامل للقدرات النووية الإيرانية.

وقال إن “هذا النموذج يتكرر من جديد”، في إشارة إلى الضغوط الحالية لإبرام اتفاق نووي جديد بشروط صارمة.

تعليق مقابل تخفيف العقوبات؟

وفيما أشار إلى أن تعليق التخصيب لفترة محددة قد يكون مقبولاً من الناحية التكتيكية مقابل تخفيف أو رفع بعض العقوبات، شدد زهرهوند على أن من الخطأ الاعتقاد بأن الولايات المتحدة ستكتفي بذلك.

وختم قائلاً: “إذا كان حل المشكلة يعني تعليق التخصيب لبضع سنوات مقابل رفع العقوبات، فلا بأس.. لكن الاعتقاد بأن هذا سيكون كافياً لإرضاء الأمريكيين هو تبسيط مفرط”

اتفاق سعد آباد 2003

تم توقيع اتفاق سعد آباد في أكتوبر 2003 بين إيران ودول الترويكا الأوروبية (ألمانيا، فرنسا، بريطانيا) برعاية مباشرة من حسن روحاني حين كان أميناً لمجلس الأمن القومي، بهدف تفادي إحالة الملف الإيراني إلى مجلس الأمن.

لكن الاتفاق لم يصمد طويلاً، إذ استأنفت إيران تخصيب اليورانيوم في عام 2005، بعد انتخاب الرئيس محمود أحمدي نجاد، وأعلنت في 2006 تحقيق أول نجاح كبير في تخصيب اليورانيوم بنسبة 3.5%.