تمكن فريق من خبراء ترميم الآثار العضوية والمومياوات في المتحف القومي للحضارة المصرية من إعادة الحياة إلى باروكة شعر أثرية يعود عمرها إلى 3 آلاف عام، تعود هذه الباروكة إلى عصر الانتقال الثالث، وتخص إحدى المصريات القديمات تُدعى «إيست إم خب».

مواضيع مشابهة: التوعية بقصور عضلة القلب من خلال حملة مشتركة بين الرعاية الصحية وأمراض القلب
نجاح مرمم مصري في ترميم باروكة عمرها 3000 عام
قاد عملية الترميم الدكتور مصطفى إسماعيل، رئيس معمل صيانة المومياوات الملكية بالمتحف، بالتعاون مع الدكتورة إيمان إبراهيم، أخصائية ترميم وصيانة المومياوات.
تفاصيل الباروكة وعملية الترميم
تتكون الباروكة من مزيج من الشعر الحيواني (شعر حصان) والشعر الآدمي، مثبتة على قاعدة من الألياف النباتية، وقد عانت الباروكة من تقصف شديد وتفتت وضعف في الألياف، إلى جانب وجود إصابات حشرية.
ممكن يعجبك: احتفالات تكريس كنيسة يوحنا الحبيب بالمنصورة تنظمها الكنيسة
تم التعامل مع هذه التلفيات باستخدام جهاز الأشعة تحت الحمراء وأجهزة فحص وتحليل أخرى لتحديد مظاهر التلف ومعالجتها، وبعد ذلك وُضعت الباروكة في كبسولة تعقيم من النيتروجين مع التحكم في مستوى الرطوبة للخصل، وشملت عملية الترميم أيضًا إزالة الأتربة وبقايا الحشرات الميتة، بالإضافة إلى تقوية وعزل وتعقيم خصل الشعر باستخدام الزيوت المناسبة، وتُعرض الباروكة حاليًا في معرض أثري مؤقت بالمتحف القومي للحضارة المصرية تحت عنوان “أيادي تصنع الخلود”.
“أيادي تصنع الخلود”: تكريم لأطباء الحضارة
احتفالًا بجهود المرممين، أعلن المتحف القومي للحضارة المصرية عن معرضه الأثري المؤقت تحت عنوان “أيادي تصنع الخلود”، حيث يشيد هذا المعرض بـ”أطباء الحضارة” الذين يحمون تراث مصر الممتد لآلاف السنين، ويعرض المتحف مجموعة مختارة من الكنوز الأثرية، تتضمن قطعة فريدة تُعرض لأول مرة، ويكشف الجانب الخفي من العمل المتحفي، مسلطًا الضوء على الحرفية والدقة التي يتمتع بها المرممون.
يقع المعرض داخل قاعة النسيج المصري، وهو بمثابة احتفاء بخبراء الترميم من مختلف التخصصات في المتحف، الذين يعملون جاهدين على صون كل قطعة أثرية وإعادة الحياة لتفاصيل نادرة كادت أن تُنسى، “أيادي تصنع الخلود” ليس مجرد معرض، بل هو رسالة تقدير وعرفان لكل يد أعادت للماضي صوته وللحضارة مجدها.
المتحف القومي للحضارة المصرية: رحلة عبر الزمن
يقع المتحف القومي للحضارة المصرية في مدينة الفسطاط بالقاهرة، ويمتد على مساحة 33.5 فدان، يستوعب المتحف ما يصل إلى 50 ألف قطعة أثرية تحكي قصة تطور الحضارة المصرية، بالإضافة إلى عرض لإنجازات الإنسان المصري في مختلف مجالات الحياة، منذ فجر التاريخ حتى يومنا هذا، يضم المتحف نماذج وصورًا فوتوغرافية ومخطوطات ولوحات زيتية وتحفًا فنية وآثارًا من العصر الحجري، والمصري القديم، واليوناني الروماني، والقبطي، والإسلامي، وحضارة السودان، والعصر الحديث، ويتميز موقع المتحف بإطلالته على بحيرة طبيعية ساحرة، وهي بحيرة عين الصيرة.