في خطوة جديدة تهدف إلى فك الحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة، انطلقت السفينة “مادلين” التابعة لتحالف أسطول الحرية الدولي محمّلة بمساعدات إنسانية، حيث تضم على متنها نشطاء وحقوقيين، تأتي هذه الرحلة في وقت حساس وسط مخاوف من استهداف إسرائيلي محتمل للسفينة، خاصة في ظل الهجمات المتكررة التي استهدفت سفن أسطول الحرية سابقًا، وآخرها في مايو الماضي، وفقًا لصحيفة “تايمز أوف إسرائيل”.

مقال له علاقة: اليمن يوقف الرحلات الجوية من مطار صنعاء بعد الهجمات الإسرائيلية
انطلاق السفينة من إيطاليا
انطلقت السفينة يوم الأحد من ميناء كاتانيا في جنوب إيطاليا، ومن المتوقع أن تستغرق الرحلة حوالي 7 أيام، ما لم تعترضها القوات الإسرائيلية، على متن السفينة “مادلين” 12 ناشطًا، من بينهم الناشطة المناخية جريتا ثونبرج، التي عُرفت بجهودها في مجال البيئة، والممثل ليام كانينغهام، الذي نال شهرة واسعة من خلال دوره في مسلسل “صراع العروش”.
اقرأ كمان: اتفاق نووي محتمل بين واشنطن وطهران في جولة المفاوضات القادمة بحسب CNN
مواصلة المحاولة
خلال مؤتمر صحفي قبل الإبحار، أكدت ثونبرج: “نحن نقوم بذلك لأننا، مهما كانت الصعاب، علينا الاستمرار في المحاولة، لأن اللحظة التي نتوقف فيها هي اللحظة التي نفقد فيها إنسانيتنا”، وأضافت: “مهما كانت خطورة هذه المهمة، فهي لا تُقارن بخطورة صمت العالم أجمع في مواجهة إبادة الأرواح”.
احتجاج سلمي ضد الحصار الإسرائيلي
تدير منظمة غير ربحية تُعرف بتحالف أسطول الحرية سفينة “مادلين”، وتهدف إلى تحدي الحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة منذ عام 2005، وتؤكد المنظمة أن مهمتها ليست مجرد عمل خيري، بل هي شكل من أشكال الاحتجاج السلمي ضد الحصار الذي تصفه بـ”غير القانوني” و”الجرائم المتصاعدة”.
حصار خانق منذ أكتوبر 2023
تفرض إسرائيل حصارًا على قطاع غزة منذ انسحابها منه في عام 2005، لكن الوضع تفاقم بشكل كبير منذ السابع من أكتوبر 2023، حيث أطبقت إسرائيل الحصار بشكل كامل على القطاع، مما أدى إلى تعطل دخول المساعدات الإنسانية، ونتيجة لذلك، تفشى الفقر والمجاعة في غزة، مما جعل الوضع الإنساني أكثر تعقيدًا.
تاريخ من الاستهداف الإسرائيلي لأسطول الحرية
تأتي هذه الرحلة بعد محاولة سابقة لأسطول الحرية في مايو الماضي، حيث استهدفت إسرائيل سفينة “كونشَسْنِس” التابعة للأسطول في المياه الدولية بالقرب من مالطا بواسطة طائرتين مسيّرتين، وفي حادثة شهيرة عام 2010، اعترضت القوات الخاصة الإسرائيلية سفينة “مافي مرمرة”، التي كانت ضمن أسطول الحرية، مستخدمة القوة المفرطة والرصاص الحي، مما أسفر عن مقتل 9 نشطاء، بينهم 8 أتراك وأمريكي، وهو ما أثار استنكارًا دوليًا واسعًا.
في ظل تزايد الضغوط الإنسانية في غزة وصمت المجتمع الدولي، يسعى تحالف أسطول الحرية إلى مواصلة جهوده لفك الحصار عن غزة، على أمل أن يسهم ذلك في تسليط الضوء على الأزمة الإنسانية المتفاقمة في القطاع، وتعد هذه المحاولة من أحدث فصول نضال أسطول الحرية ضد الحصار الإسرائيلي، مما يثير تساؤلات حول جدوى الجهود الدولية للتأثير على السياسات الإسرائيلية ورفع الحصار عن غزة.