الأهالي يساعدون أبنائهم خارج لجنة بالزقازيق وتعليم الشرقية: لم نتلق شكاوى

شهدت محافظة الشرقية، صباح اليوم الثلاثاء، تفاعلًا كبيرًا على مواقع التواصل الاجتماعي بعد انتشار مقطع فيديو يظهر مجموعة من أولياء الأمور وهم يقومون بتلقين الطلاب إجابات امتحان مادة اللغة الإنجليزية من خارج إحدى لجان امتحانات الشهادة الإعدادية، وقد أثار هذا المشهد غضبًا واسعًا بين المواطنين وأولياء الأمور، الذين عبروا عن استيائهم من هذه التصرفات التي تهدد مبدأ تكافؤ الفرص بين الطلاب.

الأهالي يساعدون أبنائهم خارج لجنة بالزقازيق وتعليم الشرقية: لم نتلق شكاوى
الأهالي يساعدون أبنائهم خارج لجنة بالزقازيق وتعليم الشرقية: لم نتلق شكاوى

ووفقًا لمقطع الفيديو الذي سجلته سيدة من سكان المنطقة بصوتها، فقد حدثت الواقعة أمام لجنة مدرسة “أم الأبطال الإعدادية بنات” في منطقة الصيادين بمدينة الزقازيق، حيث ظهر عدد من الأهالي وهم يقفون حول اللجنة ويقومون بترديد إجابات أسئلة الامتحان بصوت مرتفع، في محاولة لإيصال المعلومات للطلاب داخل اللجنة، في مشهد بدا عاديًا لدى البعض دون أي تدخل واضح لمنعه.

وأوضحت شاهدة العيان أنها تفاجأت بتجمع أولياء الأمور أمام أسوار المدرسة وترديدهم للإجابات في العلن، دون أي اعتبار لما قد يسببه هذا السلوك من ظلم للطلاب المجتهدين الذين اعتمدوا على أنفسهم طوال العام الدراسي، وأكدت أن هذه الظاهرة لم تعد مقتصرة على الطلاب، بل أصبح بعض أولياء الأمور مشاركين فيها بشكل مباشر، مما يطرح تساؤلات حول المسؤولية المجتمعية وتأثير هذه الممارسات على مستقبل العملية التعليمية، مشيرة إلى أن تكرار مثل هذه الوقائع قد يؤدي إلى فقدان الثقة في منظومة الامتحانات بشكل عام.

ودعا عدد من الأهالي إلى ضرورة اتخاذ إجراءات صارمة تجاه من يثبت تورطه في وقائع الغش أو المساعدة فيها، سواء من داخل اللجان أو خارجها، مع ضرورة تشديد الرقابة على محيط المدارس خلال سير الامتحانات، لضمان العدالة وحماية حقوق الطلاب المجتهدين.

وفي أول تعليق رسمي، نفى محمد رمضان، وكيل وزارة التربية والتعليم بمحافظة الشرقية، في تصريحات خاصة لـ”مصراوي”، ما تم تداوله بشأن الواقعة، مؤكدًا أن المديرية لم تتلقَ أي شكاوى رسمية أو تقارير من الأهالي أو المراقبين تتعلق بوقوع حالات غش جماعي أمام لجنة “أم الأبطال”.

وأضاف رمضان أنه تم التواصل مع الإدارات التعليمية العشرين على مستوى المحافظة، ولم يرد منها ما يفيد بتوثيق أو رصد حالات غش خارجي بهذا الشكل، مشيرًا إلى أن الوزارة تبذل جهودًا كبيرة، بالتعاون مع الجهات الأمنية، لضمان سير العملية الامتحانية في بيئة آمنة وعادلة.

وأوضح وكيل الوزارة أن سلوك بعض أولياء الأمور خارج اللجان، وإن ثبت حدوثه، لا طائل منه، لأن أسئلة الامتحانات تختلف من لجنة لأخرى، وبالتالي فإن محاولة تلقين الطلاب من الخارج لن تؤتي ثمارها، بل قد تؤدي إلى الإضرار بمستواهم الدراسي، وربما تؤدي إلى رسوبهم نتيجة للإجابات الخاطئة.

وأكد رمضان أن الغش في حد ذاته سلوك مرفوض تربويًا ومجتمعيًا، ويجب أن يكون هناك وعي جماعي بمخاطره، مشددًا على أن مسؤولية الوزارة تنحصر داخل اللجان، بينما تتحمل الجهات الأمنية مسؤولية ضبط النظام خارج أسوار المدارس، وهو ما يتم بالتنسيق الكامل مع القيادات التنفيذية بالمحافظة.

وختم رمضان حديثه بالتأكيد على أن التصدي للغش مسؤولية مجتمعية مشتركة، تبدأ من الأسرة وتنتهي عند مؤسسات الدولة، مشيرًا إلى أن التربية والتعليم لن تتهاون في تطبيق الإجراءات القانونية ضد من يثبت تورطه داخل اللجان، حفاظًا على نزاهة الامتحانات ومستقبل الطلاب.