خلال الساعات القليلة الماضية، انتشر خبر وفاة في مكة المكرمة على مواقع التواصل الاجتماعي، ليصبح حديث الجميع بعد أن تحولت قصة الحاج عامر إلى رمز للإصرار والتحدي خلال رحلته نحو الأراضي المقدسة، وقد أثار هذا الخبر قلقًا واسعًا بين المتابعين الذين تابعوا قصته بتعاطف وإعجاب.

مواضيع مشابهة: مُشاجرة بسيطة.. مصدر مقرب من ماكرون يكشف تفاصيل “صفعة الوجه”
لكن الحقيقة سرعان ما ظهرت لتكشف زيف الإشاعة وتعيد الطمأنينة، حيث أكدت مصادر إعلامية ليبية موثوقة أن الحاج عامر بصحة جيدة، نافية كل ما تردد عن وفاته، وأوضحت هذه المصادر أن ما حدث لا يعدو كونه إشاعة تهدف لكسب المتابعة وإثارة البلبلة، في ظاهرة باتت مزعجة على منصات التواصل، خاصة عندما تمس أرواح الناس ومشاعر ذويهم.
عامر الليبي.
أول تصريح من عامر الليبي: “أنا بخير.. كفى عبثًا”
وفي أول تعليق له بعد تداول الشائعة، خرج الحاج عامر عن صمته بتصريح حاسم قال فيه: “أنا بخير وميه ميه، وكل ما قيل هو إشاعات، والناس تبحث عن الترندات والإعجابات على حساب أرواح الآخرين، حسبنا الله ونعم الوكيل في من تحدث عني بدون تأكد أو ضمير.”
وأكد عامر أن نشر مثل هذه الأخبار قد يُلحق أذى نفسيًا كبيرًا، ليس فقط به، بل بعائلته وكل من يحبونه، ووجه دعوة صريحة للتحقق من المعلومات قبل تداولها، مؤكدًا أن من يتعمد نشر الأكاذيب يجب أن يُحاسب.
مواضيع مشابهة: انقطاع التيار الكهربائي في جنوب فرنسا بسبب عمل تخريبي متعمد
واختتم قائلاً إن كل تركيزه الآن موجه نحو أداء مناسك الحج والدعاء بأن يتقبل الله منه ومن سائر الحجاج، وأن يهدي من يسعى لتشويه الحقائق دون وازع أخلاقي أو إنساني.
قصة إلهام: من منع السفر إلى ركوب الطائرة بمعجزة
وتستحق القصة الحقيقية لعامر أن تُروى، فهي مليئة بالرسائل والدروس، فبعد أن كان على وشك الصعود إلى الطائرة من مطار سبها في ليبيا، تم منعه في اللحظة الأخيرة بسبب مشكلة أمنية في جواز سفره، وبعيون دامعة، شاهد الطائرة تُقلع دونه، لكن قلبه لم يفقد الأمل، ودعواته لم تتوقف.
ثم جاء ما لم يكن في الحسبان: الطائرة عادت للمطار بسبب عطل فني، ومع ذلك، لم يُسمح له بالصعود على الفور، إذ رفض الطاقم لأسباب لوجستية، لكنه أصر بإيمان لا يتزعزع على أنه لن يغادر المطار دون أن يكون في تلك الرحلة، والغريب أن الطائرة واجهت عطلًا فنيًا ثانيًا، مما فتح أمامه باب الأمل من جديد، وسمح له أخيرًا بالصعود وسط تصفيق الركاب وتأثر الجميع بمشهد انتصاره على اليأس.
رسالة عامر: الإيمان أقوى من الشائعات
قصة عامر لم تعد مجرد حكاية حاج ليبي، بل تحولت إلى رسالة أمل لكل من يواجهون العقبات، وإلى تحذير من خطر الشائعات في زمن أصبح فيه التفاعل الرقمي أحيانًا أهم من الحقيقة، عامر لم يُفند إشاعة وفاته فحسب، بل أعاد توجيه الأنظار إلى ما هو أهم: أن لا نستهين بحياة ومشاعر الآخرين تحت شعار “الترند”.