الذهب يتأثر بالدولار والضغوط السياسية وسط تصعيد تجاري بين أمريكا والصين يسبب ارتباكًا في الأسواق
شهدت أسعار الذهب تراجعًا طفيفًا في الأسواق المحلية خلال تعاملات اليوم الأربعاء، تزامنًا مع تراجع الأوقية في البورصة العالمية، حيث تصاعدت التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، إلا أن استقرار الدولار الأمريكي قلل من ارتفاع الذهب على الرغم من الإقبال على الملاذ الآمن في بداية الأسبوع، وفقًا لتقرير منصة «آي صاغة».

من نفس التصنيف: التوجه شرقاً في ظل العقوبات الأمريكية: إجابات مركز التكامل المصري السوداني
وفي هذا السياق، أوضح سعيد إمبابي، المدير التنفيذي لمنصة «آي صاغة» لتداول الذهب والمجوهرات عبر الإنترنت، أن أسعار الذهب في الأسواق المحلية تراجعت بمقدار 10 جنيهات خلال تعاملات اليوم، مقارنة بختام تعاملات أمس، حيث سجل سعر جرام الذهب عيار 21 نحو 4685 جنيهًا، بينما تراجعت الأوقية بنحو 4 دولارات لتصل إلى 3348 دولارًا.
جرام الذهب عيار 24 سجل 5354 جنيهًا
وأضاف إمبابي أن جرام الذهب عيار 24 سجل 5354 جنيهًا، بينما سجل جرام الذهب عيار 18 نحو 4016 جنيهًا، وسجل جرام الذهب عيار 14 نحو 3124 جنيهًا، في حين بلغ سعر الجنيه الذهب حوالي 37480 جنيهًا.
يُذكر أن أسعار الذهب في الأسواق المحلية تراجعت بمقدار 15 جنيهًا خلال تعاملات أمس الثلاثاء، حيث افتتح سعر جرام الذهب عيار 21 عند مستوى 4710 جنيهات، واختتم التعاملات عند مستوى 4695 جنيهًا، بينما تراجعت الأوقية في البورصة العالمية بمقدار 28 دولارًا، حيث افتتحت التعاملات عند 3380 دولارًا، واختتمت عند 3352 دولارًا.
وأشار إمبابي إلى أن أسعار الذهب شهدت استقرارًا نسبيًا اليوم الأربعاء، رغم تصاعد التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين التي عادةً ما تعزز الطلب على الملاذات الآمنة، إلا أن استقرار الدولار الأمريكي قد حد من مكاسب المعدن الأصفر، رغم الإقبال عليه في بداية الأسبوع.
كما أوضح إمبابي أن الذهب لا يزال يتحرك في نطاق عرضي نتيجة عدة عوامل متضاربة؛ حيث تشكل قوة الدولار وأسواق الأسهم ضغطًا سلبيًا على الأسعار، بينما تدعم تصاعد التوترات الجيوسياسية وتزايد التوقعات بتيسير السياسات النقدية الذهب، مؤكدًا أن تحركات المستثمرين تعتمد على البيانات الاقتصادية الأمريكية المرتقبة خلال الأيام القليلة المقبلة، وسط ترقب كبير في الأسواق العالمية.
وأضاف أن أسعار الذهب تتأثر بمجموعة من المحفزات، أبرزها الصراع التجاري بين واشنطن وبكين، إلى جانب بيانات الوظائف الأمريكية وتحركات الدولار، حيث حذر تقرير دولي حديث من احتمال تراجع أسعار الذهب بنسبة تتراوح بين 12% و15% خلال الشهرين المقبلين، رغم النظرة الإيجابية تجاه أداء المعدن على المديين المتوسط والطويل.
بينما تتوقع بعض المؤسسات تراجع الأسعار في الأجل القصير، يرى آخرون إمكانية صعود الذهب إلى مستويات قياسية جديدة، خاصة إذا استمرت التوترات الجيوسياسية أو بدأ مجلس الاحتياطي الفيدرالي في خفض أسعار الفائدة.
ورغم تصاعد الخطاب التجاري بين الولايات المتحدة والصين، والذي بلغ ذروته بعد تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن صعوبة التفاوض مع نظيره الصيني، لا يزال الدولار الأمريكي في حالة تذبذب، مما يضعف فرص ارتفاع الذهب، حيث ساهمت تدفقات الملاذ الآمن في دعم المعدن الأصفر مؤخرًا، إلا أن الحذر في الأسواق حال دون استمرار هذا الصعود.
كما زاد البيت الأبيض من تعقيد المشهد التجاري برفع الرسوم الجمركية على واردات الصلب من 25% إلى 50%، في خطوة اعتُبرت تصعيدًا مباشرًا تجاه الصين، وسط تبادل الاتهامات بين الجانبين بخرق بنود اتفاق وقف الرسوم الموقّع في مايو الماضي.
تُركز أنظار الأسواق العالمية حاليًا على بيانات الوظائف الأمريكية المرتقبة، خاصة تقرير الوظائف غير الزراعية المقرر صدوره يوم الجمعة المقبل، والذي من شأنه أن يؤثر على توجهات السياسة النقدية، وفي هذا السياق، صرّح كارستن فريتش، المحلل في “كومرتس بنك”، أن قراءة أقوى من المتوقع قد تقلص رهانات المستثمرين على خفض أسعار الفائدة، مما قد يضغط على أسعار الذهب.
وأكد إمبابي أن استمرار التوترات الجيوسياسية، إلى جانب تزايد التوقعات بإجراء خفض مزدوج للفائدة الأمريكية خلال عام 2025، لا يزالان عاملين داعمين لأسعار الذهب، ويساهمان في الحد من الضغوط البيعية، خاصة في ظل تصريحات متكررة من مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي تدعم هذا التوجه.
تترقب الأسواق خلال الأسبوع الجاري صدور مجموعة من المؤشرات الاقتصادية المؤثرة، تشمل بيانات الوظائف، وإعانات البطالة، بالإضافة إلى اجتماع البنك المركزي الأوروبي، مما يعزز من حالة الترقب في الأسواق العالمية.
وفي السياق نفسه، كشف مجلس الذهب العالمي أن البنوك المركزية أضافت 12 طنًا من الذهب إلى احتياطياتها خلال أبريل، بانخفاض 12% عن شهر مارس، وأقل من متوسط الشراء الشهري البالغ 28 طنًا خلال العام الأخير، ويُعزى هذا التباطؤ إلى بلوغ أسعار الذهب مستويات قياسية مؤخرًا.
من نفس التصنيف: حملات تموينية موسعة على مستودعات أسطوانات البتوجاز لضبط الأسعار
ووفقًا لتقرير المجلس، ارتفعت أسعار الذهب بنسبة 27% منذ بداية العام، مدفوعةً بتصاعد النزاعات التجارية، وزيادة الطلب من البنوك المركزية، التي اشترت خلال الربع الأول فقط نحو 244 طنًا من المعدن الأصفر، حيث تصدرت بولندا قائمة المشترين في أبريل بإضافة 12 طنًا إلى احتياطياتها، لترتفع إلى 509 أطنان، متجاوزةً بذلك احتياطي البنك المركزي الأوروبي الذي يبلغ 507 أطنان.
ورغم التباطؤ النسبي في عمليات الشراء، يتوقع المجلس استمرار البنوك المركزية في دعم احتياطياتها من الذهب خلال الفترة المقبلة، في ظل سعيها لتنويع الأصول وتقليل الاعتماد على الدولار الأمريكي وسط أجواء اقتصادية مضطربة.