أفادت مصادر أمنية يمنية مطلعة أن الحوثيين المدعومين من إيران قاموا مؤخرًا بإعادة تشكيل مجلسهم العسكري الأعلى، في خطوة تعكس قلقًا حقيقيًا من احتمالية استهداف قياداتهم من قبل إسرائيل.

شوف كمان: كندا تفكر في الانضمام إلى “القبة الذهبية” مقابل 61 مليار دولار أو الولاية 51
وبحسب المعلومات، فقد جرى الاجتماع بحضور شخصيات بارزة من الحرس الثوري الإيراني، إلى جانب خبراء عسكريين من “حزب الله” اللبناني، مما يشير إلى مستوى عالٍ من التنسيق الأمني والعسكري بين هذه الأطراف الثلاثة، ضمن ما يُعرف بمحور “الممانعة”.
تغييرات على مستوى القيادة الميدانية
أكدت المصادر أن الاجتماع أسفر عن تعيين قيادات جديدة في ما يُعرف بـ”المجلس الجهادي الأعلى”، إلى جانب تغييرات في قيادات بعض المناطق العسكرية التي تقع تحت سيطرة الحوثيين، وخاصة في صنعاء وصعدة والحديدة.
ووفقًا للمصادر، فإن إعادة الهيكلة هذه جاءت بناءً على توصيات مباشرة من زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الذي عبّر عن تخوف متزايد من وجود اختراق استخباراتي قد يسمح لإسرائيل بتنفيذ عمليات نوعية تستهدف الصف القيادي الأول للجماعة.
شوف كمان: انتقادات لآلية توزيع المساعدات الإنسانية في غزة بسبب الفشل وغياب الرقابة
مخاوف من استهداف دقيق لقيادات الصف الأول
كشفت المصادر الأمنية أن الحوثي يعتقد أن إسرائيل تمتلك معلومات دقيقة عن مواقع وتحركات عدد من كبار القادة العسكريين في الجماعة، مما قد يهدد بحدوث فراغ استراتيجي في القيادة العسكرية، ويؤثر بشكل مباشر على قدرة الحوثيين في إدارة العمليات العسكرية على مختلف الجبهات.
ويرى مراقبون أن هذه الخطوة تأتي في سياق تصاعد التوتر الإقليمي، خاصة في ظل الهجمات الحوثية على السفن في البحر الأحمر ومضيق باب المندب، والتي تقول الجماعة إنها تأتي دعمًا للفلسطينيين في غزة، بينما يعتبرها الغرب تهديدًا مباشرًا للأمن الملاحي الدولي.
تعقيد المشهد الأمني في اليمن والمنطقة
يسلط إعادة تشكيل المجلس العسكري الحوثي، بتنسيق مع إيران و”حزب الله”، الضوء على الطبيعة المعقدة للصراع في اليمن، والذي لم يعد مجرد حرب داخلية، بل تحوّل إلى ساحة مواجهة إقليمية تتقاطع فيها مصالح قوى كبرى.
ويأتي ذلك في وقت تتزايد فيه المخاوف من توسع رقعة التصعيد في المنطقة، وسط تحذيرات من أن يؤدي أي استهداف مباشر لقيادات حوثية إلى إشعال جبهة جديدة قد تخرج عن السيطرة، خاصة إذا ما قررت الجماعة الرد عبر تكثيف هجماتها على الممرات المائية الحيوية.
سؤال مفتوح: هل تقترب الحرب الخفية من العلن؟
في ظل هذه التطورات المتسارعة، يطرح مراقبون تساؤلات حول ما إذا كانت إسرائيل بصدد تنفيذ عمليات نوعية ضد أهداف حوثية داخل اليمن، في إطار استراتيجيتها لاحتواء التهديدات الإقليمية المتصاعدة
وفي المقابل، تبقى قدرة الحوثيين على امتصاص مثل هذه الضربات وتحقيق التوازن العسكري مرهونة بمدى الدعم الإيراني وتماسك القيادة الداخلية في وجه التحديات الأمنية المتزايدة.